أخبار عالمية

الحكومة الأمريكية تنشر بما يسمي بـ”الأدلة الجوهرية” بشأن تسريب الصين فيروس كورونا الجديد

الصباح العربي

من أجل التنصل من مسؤولية الحكومة الأمريكية في الوقاية من انتشار الوباء والسيطرة عليه، استمرت الحكومة الأمريكية بمهاجمة الصين بشكل محموم خلال الشهرين الماضيين، حتى أنها ادعت بأن مختبر ووهان للفيروسات هو مصدر فيروس كورونا الجديد. على الرغم من أن العلماء في جميع أنحاء العالم يعارضون بشدة هذا الادعاء، قائلين إن الفيروس جاء من الطبيعة، فإن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وكبار المسؤولين الحكوميين الآخرين قالوا مرارا وتكرارا إنهم "رأوا" الأدلة التي "أظهرت" أن الفيروس جاء من مختبر ووهان للفيروسات.

ومع ذلك، أظهر تقرير جديد نشره موقع "ذا ديلي بيست" الإخباري الأمريكي أن هذه الأدلة التي ذكرها كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية ليست مليئة بالثغرات فحسب، بل إن العديد من الثغرات مضحكة للغاية، بحيث تهين معدل ذكاء المسؤولين الأمريكيين تقريبا.

كشفت هذه التغطية بعنوان "مكشوف: تقرير مقدم من مقاولي البنتاغون بشأن مصدر الفيروس جاء من مختبر ووهان هو مزور"، أن التقرير الذي تحميل معهد ووهان للفيروسات مسؤولية تسرب كورونا الجديد، تم تقديمه من قبل مشروع تكنولوجيا المعلومات "MACE" التابع لشركة سييرا نيفادا الأمريكية. وهذه الشركة هي مقاول رئيسي وشريك لوزارة الدفاع الأمريكية ووكالة ناسا الفضائية أيضا.

ووفقا للتقرير الصادر عن موقع "ذا ديلي بيست" الإخباري الأمريكي، يعتقد تقرير "MACE" أن الأدلة الجوهرية لنظرية "مختبر ووهان للفيروسات مصدر لكورونا" تتمثل في أنه تم تركيب عدد كبير من "حواجز الطرق" على الطريق خارج مختبر ووهان للفيروسات في منتصف أكتوبر من العام الماضي. كما انخفضت بيانات تحديد المواقع المرسلة عن طريق الهاتف المحمول خلال هذه الفترة، حتى أنه تم إلغاء اجتماع تم التخطيط له في الأصل من قبل مختبر ووهان للفيروسات في نوفمبر من العام الماضي.

ومع ذلك، اكتشف موقع "ذا ديلي بيست" من خلال تحقق البيانات الصادرة عن شركات بيانات الأقمار الصناعية للطرف الثالث أن "حواجز الطرق" في تقرير "MACE" كانت في الواقع سياجات واقعة على طريق قيد الإنشاء خارج مختبر ووهان للفيروسات. وحركة المرور في الجوار كانت طبيعية دائما، ولا يوجد ما هو غريب.

أما فيما يتعلق بمشكلة بيانات تحديد المواقع للهاتف المحمول المذكورة في التقرير، فقد وجد موقع "ذا ديلي بيست" أن التقرير يعتمد على بيانات تحديد المواقع لأقل من 7 هواتف محمولة، حتى في بعض الأحيان يستند إلى بيانات تحديد المواقع لواحد أو اثنين فقط من الهواتف المحمولة. وأشار خبير تحليل البيانات في مقابلة مع موقع "ذا ديلي بيست" إلى أن حجم العينة المنخفض للغاية لا يمكنه تفسير أي شيء على الإطلاق، كما لا يمكن إثبات ما حدث هو "حادث" في مختبر ووهان للفيروسات.

اكتشف موقع "ذا ديلي بيست" وموقع "بيلينكات" الاستقصائي في التحقيقات أن إلغاء اجتماع تم التخطيط له من قبل معهد ووهان للفيروسات في نوفمبر من العام الماضي بسبب وقوع حادث كيميائي، هذه العبارة خاطئة وباطلة، لأن المحققين تمكنوا من رؤية الصور في موقع التواصل الاجتماعي التي نشروها باحثون باكستانيون يشاركون في الحدث الأكاديمي.

ومع ذلك، فإن هذا "التقرير" غير المهني للغاية دخل إلى العديد من الإدارات الحكومية الأمريكية وتم تداوله من قبل الجيش الأمريكي وأفراد المخابرات الأمريكية، نحن حقا لا نعرف من هم الذين أهانهم هذا التقرير؟

الحكومة الأمريكية تنشر بما يسمي الأدلة الجوهرية بشأن تسريب الصين فيروس كورونا الجديد