وكالة بلومبرغ: تحويل آيا صوفيا إلى مسجد رسالة بأن تركيا لم تعد علمانية

قالت وكالة ”بلومبرغ“ الأمريكية إن قرار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتحويل متحف ”آيا صوفيا“ التاريخي في مدينة إسطنبول، كبرى مدن البلاد، إلى مسجد، هو رسالة إلى العالم بأن تركيا لم تعد دولة علمانية، بل إسلامية.

ونقلت الوكالة قول الأديب التركي الحائز على جائزة نوبل أورهان باموك: ”إن تحويل هذا المتحف إلى مسجد يعني أن أردوغان يريد أن يقول للعالم: للأسف، لم نعد دولة علمانية. والحقيقة أن ملايين من العلمانيين الأتراك مثلي يدينون هذه الخطوة، لكن أصواتهم لم ولن تسمع“.

ورأت الوكالة في تقرير لها السبت أن أردوغان ”سعى ليظهر هذا القرار على أنه خطوة تاريخية كبيرة، على الرغم من أنها أقل أهمية بكثير من سقوط الدولة البيزنطية“، لافتة إلى ”تصريحاته الطنانة بأن القرار سيمهد الطريق لحرية مسجد الأقصى في القدس المحتلة“.

ومن المقرر أن يفتتح أردوغان المسجد في الـ24 من الشهر الجاري، في اليوم الذي يصادف ذكرى معاهدة وقعت عام 1923 ورسمت حدود تركيا الحالية.

واعتبر الخبير السياسي التركي في معهد ”كاتو“ في واشنطن مصطفى أكيول أن قرار تحويل المتحف إلى مسجد ”لحظة كبيرة للأتراك المتدينين والمحافظين“.

وقال أكيول: ”صحيح أن تركيا لها الحق بأن تفعل ما تشاء كدولة ذات سيادة، لكني أود أن أسألهم: ماذا ستقولون في حال أقدمت إسرائيل على عمل ما ضد مسجد الأقصى؟“.

وأعلن أردوغان في كلمة له الجمعة أن مبنى المتحف سيتم الحفاظ عليه كصرح تاريخي وثقافي للإنسانية، وفقا للوكالة التي قالت إن قرار أردوغان كان متوقعا منذ وقت طويل.

وأعربت الوكالة عن اعتقادها أن قرار أردوغان سيؤدي إلى زيادة حدة التوتر مع اليونان نظرا لما يمثله متحف ”آيا صوفيا“ من أهمية خاصة لأثينا كواحد من أهم الصروح الأرثوذكسية، في الوقت الذي تصاعد فيه التوتر بين البلدين في الفترة الأخيرة بسبب قرار أنقرة الأخير التنقيب عن النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط.

وأدان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس متسوتاكيس قرار أردوغان بشأن ”آيا صوفيا“ قائلا إنه لن يؤثر على علاقات تركيا مع اليونان فحسب، بل مع كل دول الاتحاد الأوروبي، ومنظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة، ومع المجموعة الدولية بأسرها.

وعلق البروفسور جيمس كير لندساي من معهد الاقتصاد في لندن على الخطوة قائلا: ”الحقيقة أنه قرار صادم من كل جوانبه، ومن المتوقع أن يسهم في تصعيد حدة التوتر القائم بين أنقرة وأثينا منذ سنوات، ويزيل أي أمل بالثقة بين البلدين“.