أخبار عالمية

أردوغان يهنئ قيس سعيد والغنوشي بعيد الأضحى.. هل يتعامل مع رئيسين في تونس؟

الصباح العربي

أثار الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس البرلمان، وحركة النهضة، راشد الغنوشي، لتهنئتهما بعيد الأضحى، مخاوف من أن ترسخ تركيا الخلط الذي تمارسه النهضة بين الحركة والدولة، ومن تعميق الانقسامات بين رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان.

واتصل أردوغان بنظيره التونسي قيس سعيد، ليهنئه بحلول عيد الأضحى قبل أن يتصل برئيس البرلمان، وحركة النهضة، راشد الغنوشي، لتنشر الرئاسة التركية تفاصيل المكالمتين، ما أعطى انطباعا لدى البعض بأنه يوجد لتونس رئيسان.

ولم تُصدر حركة النهضة ولا رئاسة البرلمان التونسي بيانا، للإبلاغ عن المحادثة الهاتفية، وبيان طبيعة الصفة التي خاطب بها أردوغان الغنوشي.

واعتبر متابعون أن ما قام به الرئيس التركي أردوغان، فيه خرق للأعراف الدبلوماسية، وأنه كان بإمكانه أن يتصل بالغنوشي كصديق، ويهنئه بالعيد خارج الإطار الرسمي ودون إعلان من الرئاسة التركية عن ذلك، لكن أن يجري الاتصال بصفة رسمية وبشكل مواز للاتصال مع رئيس الجمهورية، فإن في ذلك خرقا لما هو متعارف عليه في العلاقات الدبلوماسية، وبروتوكولات المعايدة بين زعماء الدول، وفق قولهم.

وعلق المحلل السياسي محمد العلاني في تصريح لـ“إرم نيوز“ على ذلك، بالقول: إن ”معايدة أردوغان للغنوشي بالتوازي مع مكالمته مع رئيس الجمهورية قيس سعيد، تُعد خطوة استفزازية من الرئيس التركي الذي يتعاطى مع رئيس البرلمان التونسي ليس بصفته الرسمية كمسؤول في الدولة، بل بصفته شريكا إيديولوجيا له تجمعهما أفكار ومبادئ حركة الإخوان المسلمين“.

وحذر العلاني من أن إقدام أردوغان على تهنئة الغنوشي بمناسبة عيد الاضحى هو إقرار من الدولة التركية بأن دبلوماسيتها لا تتعاطى مع تونس الدولة، وإنما بمنطق الولاء لمنظمة الإخوان المسلمين، متسائلا عما إذا كان أردوغان سيقدم على معايدة رئيس البرلمان إن كان شخصا آخر غير الغنوشي، أو منتسبا إلى حزب آخر غير حركة النهضة.

وأضاف العلاني أنّ ”الانتقادات التي توجهها أطراف سياسية كثيرة للغنوشي، في تقاربه المفرط مع النظام التركي، وتعاطيه مع ملف السياسة الخارجية للدولة، ولائحة سحب الثقة منه كرئيس للبرلمان، لم تغير شيئا من سياسات الدولة التركية تجاه تونس، ما يدعو إلى تدخل من رئاسة الجمهورية التونسية، ووضع حد لهذا الخرق، وتأكيد أن لتونس رئيسا واحدا فقط“.

من جانبه، قال المحلل السياسي محمد علي خليفة في تصريح لـ“إرم نيوز“، إن ”الدور التركي في تونس مثير للجدل لأكثر من سبب، وذلك لأن تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان يعتبر نفسه من المعنيين بما تعيشه تونس منذ 14 يناير/كانون الثاني 2011 من تحولات، وهو معني أكثر في هذا السياق، بدعم صديقه وحليفه راشد الغنوشي، الذي تربطه به علاقة الانتماء لتيار الإسلام السياسي“.

وأضاف أن ”أردوغان المسكون بالهواجس والأوهام الإمبراطورية، لا يبدي احتراما كبيرا لما يفرضه البروتوكول من صرامة في التعامل، وهو ما يجعله لا يتورع عن النظر إلى تونس على أنها تُحكم برئيسين، وإلى جانب ذلك، يبدو أنه قد تحول إلى وسيط غير معلن بين راشد الغنوشي وقيس سعيد، خاصة أن علاقتهما المتوترة لم تعد خافية على أحد، وهو يحاول من هذه الزاوية أن يبدو محايدا ويعامل الرئيسين على قدم المساواة“.

أردوغان يهنئ قيس سعيد الغنوشي بعيد الأضحى يتعامل مع رئيسين في تونس