المرأة والصحة

ما هي فحوصات القلب

الصباح العربي

فحوصات القلب

تكمُن أهميّة التشخيص المُبكّر لأمراض القلب في زيادة الفُرص العلاجيّة لها والسيطرة على المرض وأعراضه، وتُتيح فحوصات القلب أو اختبارات القلب إمكانيّة تشخيص المرض وقد تتيح التعرُّف على الأسباب التي أدّت لحدوثه، ويعتمد الطبيب المُختصّ في اختيار الفحوصات والاختبارات المُناسبة على عدّة عوامل، كالأعراض التي يُعاني منها المُصاب، والتاريخ المرَضيّ له، وعوامل الخطر التي تزيد من خطر إصابته بالمرض، ونطرح فيما يلي بيانٌ تفصيليّ لأبرز الاختبارات والفحوصات المُتعلّقة بصحّة القلب:

ضغط الدم

يُعدّ ضغط الدم قياساً يحمل أهميّةً طبيّةً كبيرة لتحري صحة القلب، ويُمكن للطبيب أو المُمرّض أو مُقدّم الرعاية الصحيّة قياسه، وتُسجَّل نتيجته في قرائتَين، هما:

ضغط الدم الانقباضيّ: (بالإنجليزية: Systolic blood pressure)، ويُمثّله الرقم العلويّ في القراءات، ويُعبّر عن الضغط الناشئ داخل الأوعية الدمويّة أثتاء انقباض القلب وضخّه للدم بإتّجاه الشرايين.

ضغط الدم الانبساطيّ:

(بالإنجليزية: Diastolic Blood Pressure)، وهو القراءة المُعبّرة عن الضغط في الأوعية الدمويّة عند امتلاء القلب بالدم، ويُمثّله الرقم السفليّ في قراءات ضغط الدم.

نبض القلب يُمثّل مقياس نبض القلب عدد ضربات القلب لدى الشخص في الدقيقة الواحدة، وتتفاوت القراءات بين الأشخاص، ويُمكن قياس نبض القلب ذاتيّاً بإحدى الطُّرق التالية:

وضع أطراف أصبع السبّابة والأصبع الأوسط على الرّسغ من جهة باطن اليد، بحيث تكون الأصابع مُحاذية لقاعدة أصبع الإبهام. وضع السبابة والأصبع الأوسط على أسفل الرقبة جانبيّ القصبة الهوائيّة.

اختبارات الدم تكشف فحوصات الدم للطبيب عن الكثير من الدلائل حول صحة الجسم، وهناك عدد من اختبارات الدم التي يشيع إجراؤها لتقييم صحة القلب، والكشف عن الإصابة ببعض أمراض القلب، ومنها:

اختبار الدهنيات:

(بالإنجليزية: Lipid profile) والذي يكشف عن مستوى الكوليسترول بنوعيه الجيد والضار، بالإضافة لمستوى الدهون الثلاثية. اختبار بروتين سي التفاعُلي:

(بالإنجليزية: C-reactive protein) واختصاراً CRP، ويُعنى هذا الفحص بقياس تركيز بروتين سي التفاعُلي في الدم؛ وهو بروتين ينتجه الكبد استجابة لحدوث إصابة أو عدوى في الجسم، مما يؤدي لحدوث الالتهاب، ويجدر بالذكر أنّ ارتفاع قيم بروتين سي التفاعلي عن المعدلات الطبيعية يشير إلى أنّ الفرد أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.

الببتيد الدماغي المدر للصوديوم:

(بالإنجليزية: Brain natriuretic peptide) واختصاراً BNP، يفرز القلب هذا الهرمون لمساعدة الجسم على التخلص من السوائل الزائدة من خلال تحفيز طرحها عبر البول، وفي حال تعرض القلب لضرر ما يزداد إفراز وتركيز هذا الهرمون في الدم بهدف طرح المزيد من السوائل وتخفيف العبء على القلب.

إنزيمات القلب:

في هذا الاختبار يتمّ قياس تركيز إنزيمات القلب في الدم، التي تعمل عضلة القلب على إفرازها في الدم بكميّات قليلة في الوضع الطبيعيّ، ويستغرق إجراء الفحص وقتاً قصيراً لا يتجاوز بضع دقائق، ويهدف إجراء فحص إنزيمات القلب إلى الكشف عن احتمالية إصابة الفرد بنوبة قلبيّة، إذ يزداد إفراز هذه الإنزيمات حال تعرُّض القلب لأيّ إصابة أو جروح، أو نقص كميّة الأوكسجين الواصلة إليه.

وفي الحقيقة؛ تتعدّد أنواع إنزيمات القلب التي يُمكن فحصها، ويعدّ اختبار التروبونين (بالإنجليزية: Troponin) من أكثرها شيوعاً.

تخطيط كهربائيّة القلب يُعنى فحص تخطيط كهربائيّة القلب (بالإنجليزية: Electrocardiography)، المعروف اختصاراً (ECG)‏؛ بحساب وتسجيل النشاط الكهربيّ لضربات القلب، ما يُتيح للطبيب المُختصّ إمكانيّة تفحُّص ضربات القلب، ويتمّ إجراء تخطيط كهربائيّة القلب أثناء الرّاحة عند استلقاء الشخص على ظهره؛ باستخدام عدة لاصقات صغيرة يتم تثبيتها على الجلد في منطقة الصدر، والذراعين والساقين، ويحوّل جهاز الحاسوب الخاصّ بالفحص النبضات الكهربائيّة الواصلة للقلب إلى مُخطّطٍ ورقيّ، وتجدُر الإشارة إلى أنّ هناك خيار آخر لآلية إجراء الفحص ومنها أن يتم إجراء فحص تخطيط كهربائيّة القلب أثناء ممارسة الشخص المعنيّ للتمرينات الرياضيّة وليس في أوقات الراحة، بهدف فحص االقلب أثناء بذل مجهود بدني.

تخطيط صدى القلب

تُعدّ صورة صدى القلب أو الإيكو (بالإنجليزية: Echocardiography)‏ من فحوصات القلب الشائعة، ويتضمّن الفحص استخدام موجات صوتيّة مُخصّصة من أجل تشكيل صورة مُتكاملة للقلب، تُمكّن الطبيب المُختص من تفحُّص القلب أثناء نبضه، وضخّه الدم، وتتيح الكشف عن أيّ اختلالاتٍ أو مشاكل في صمّامات القلب (بالإنجليزية: Heart valves)، وحُجراته.

وفي الواقع؛ هنالك عدة أنواع من فحص تصوير صدى القلب، وتتلخّص الخطوات المتّبعة لإجرائه بشكلٍ عام في قيام الفنّي المُختصّ بدايةً بوضع مادّة هُلاميّة على المُحوّل الخاصّ بالفحص، ثمّ استخدام مسبار جهاز تصوير صدى القلب ووضعه على صدر الشخص الخاضع للاختبار، وذلك بهدف تصويب الموجات فوق الصوتيّة (بالإنجليزية؛ Ultrasound) على الصدر، لتعبر من خلاله وتصل إلى القلب، ويقوم المسبار بدوره بتسجيل صدى الموجات الصادرة عن القلب، ويتّصل بجهاز حاسوب يعمل على تحويل الصدى إلى صور مُتحرّكة يُمكن للطبيب رُؤيتها على الشاشة التابعة للجهاز، وممّا يجدُر ذكره؛ أنّ هناك بعض الحالات التي تُعيق فيها الرئة أو الأضلاع الصدرية تشكيل صور واضحة للقلب، ويتمّ في هذه الحالات إعطاء الفرد حُقنة وريديّة تحتوي على مادة خاصة تعمل على تحسين جودة الصور.

قسطرة القلب

تُعرَف قسطرة القلب (بالإنجليزية: Cardiac Catheterization) بأنّها أجراء طبياً يُفيد في تشخيص وعلاج بعض الحالات المُتعلقة بمشاكل القلب، وذلك عبر تتبُّع تدفُّق الدم في شرايين القلب، ما يُمكّن الطبيب من تحديد أيّ إنسداد في تدفُّق الدم.

ويرتكز إجراء العمليّة على عُنصرين بشكلٍ أساسيّ، وهما:

الصّبغات الطبيّة المُخصّصة، وصور الأشعة السينيّة، إذ تتضمّن العمليّة قيام الطبيب المُختصّ بتخدير منطقة الذراع أو الفخذ تخديراً موضعيّاً (بالإنجليزية: Local anesthesia)، ثمّ إدخال أُنبوب رفيع ومُفرَّغ من الداخل، يُعرف بالقثطار (بالإنجليزية: Catheter) إلى الشريان باستخدام إبرة في الجلد، ويتمّ ضخ المادّة الصبغيّة عبر القثطار، وتحريكه حتى يصل إلى شرايين القلب، في هذه الأثناء؛ تعمل صور الأشعة السينيّة على التصوير والكشف عن مسار تدفُّق الصبغة في الشرايين، بالإضافة إلى توجيه الطبيب لتحريك القثطار بالإتجاه الصحيح.

التصوير بالأشعّة السينيّة

يُتيح تصوير منطقة الصدر باستخدام الأشعّة السينيّة (بالإنجليزية: X ray)‏ إمكانيّة تقييم الطبيب للرّئتَين، بالإضافة إلى حجم وشكل عضلة القلب، والجدير بالذّكر؛ أنّ كميّة الأشعّة المُستخدَمة في هذا الفحص قليلة جداً، ما يضمن عدم تسبُّبها بأيّ مُضاعفاتٍ على المدى البعيد.

التصوير الطبقيّ المحوريّ يُقدّم التصوير الطبقيّ المحوريّ (بالإنجليزية: Computed Tomography)‏ واختصاراً CT scan، للقلب صورةً أكثر دقّة من تلك التي تُقدّمها صور الأشعّة السينيّة، إذ يتم استخدام آلة تصوير إشعاعيّة مُتخصّصة تتحرّك بشكلٍ دائريّ حول جسم الشخص، لتُعطي صورةً تفصيليّة ثُلاثيّة الأبعاد للقلب.

التصوير بالرنين المغناطيسيّ

تُعرَف تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging)‏ واختصاراً (MRI)؛ بأنّها تقنية تستخدم آلة تصوير إشعاعيّ كبيرة الحجم، تُشبه في شكلها النّفَق أو الممرّ، وتَستخدم موجات مغناطيسيّة وموجات راديو عالية جداً بهدف تشكيل صورة تفصيليّة ثابتة أو مُتحرّكة للقلب، ويُمكّن التصوير بالرنين المغناطيسيّ الطبيب المُختصّ من تفحُّص تراكيب وبُنية القلب الداخلية بدقة، ومدى أدائه لوظائفه بشكلٍ جيّد، كما يُمكن استخدام صبغات طبيّة أثناء التصوير من أجل توضيح عرض أجزاءٍ مُحدّدة من القلب والشرايين التابعة له، وتجدُر الإشارة إلى أنّ الوقت المُستَغرَق لإتمام هذا الإجزاء يتراوح بين 30-90 دقيقة، ويتطلّب الفحص استلقاء الشخص المعنيّ على طاولة خاصّة، يقوم الجهاز بسحبها لاحقاً إلى داخله، وعند بدء عمليّة التصوير؛ يُصدر الجهاز أصواتاً مرتفعة قد تُسبّب الانزعاج

التصوير النوويّ

يقوم مبدأ تقنية التصوير النوويّ للقلب على استخدام كاميرا مُخصّصة ومادّة مُشعّة بهدف تشكيل صورة للقلب، حيث يتمّ حقن المادّة المُشعّة في وريد الشخص المعنيّ، لتنتقل المادّة لاحقاً إلى القلب، ويُساهم التصوير في الكشف عن تدفّق الدم في القلب، وتحرّي أي إعاقة للتدفُّق، وتشخيص أمراض القلب التاجيّة.

ومّما يجدُر ذكره؛ عدم خطورة المادّة المُشعّة المُستخدمة، وذلك لكونِ الكميّات الإشعاعيّة فيها قليلة جداً.

اختبار الطاولة المائلة يمكن أن يلجأ الطبيب لإجراء اختبار الطاولة المائلة (بالإنجليزيّة: Tilt table test) في حال معاناة الفرد من حالات متكررة من الإغماء، أو الدوخة، أو الدوار، وذلك بهدف تقييم سبب الدوخة تحديداً إذا شك الطبيب بأنّ لنبضات القلب أو ضغط الدم دور في إصابة القلب بالدوخة، ويعتمد هذا الاختبار في مبدئه على قياس الضغط ونبض القلب أثناء إحداث تغيرات في وضعية الجسم، وذلك باستخدام طاولة الاختبار التي يستلقي عليها الفرد الخاضع للاختبار، ومن ثم تحريك الطاولة لزاوية مقاربة لزاوية الوقوف، ويجدر بالذكر انّ طاولة الاختبار تكون مزودة بأحزمة لربط المصاب بالطاولة لحمايته من الوقوع في حال تعرّضه للإغماء أثناء الاختبار.

ما هي فحوصات القلب