تحقيقات وتقارير

رغم إدراجه على لوائح الإرهاب الأميركية ... منظمة تركية تضم ”الزنداني” لعضويتها

الصباح العربي

قال خبراء المركز الأوروبي لمناهضة التطرف إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغل شبكة تنظيم "الإخوان " الإرهابي، وسعى إلى توظيفها لزيادة نفوذه في اليمن، التي مزقتها الحرب الأهلية، عبر إرسال كبير مستشاريه العسكريين على رأس وفد تركي بارز للقاء عبد الماجد الزنداني المدرج على قوائم الإرهاب الأميركية.

واستند المركز الأوروبي لمناهضة التطرف الذي يتخذ من ستوكهولم مقراً له، إلى سجلات داخلية لمجموعة "SADAT"، وهي جماعة تركية شبه عسكرية تعمل في مجال المقاولات العسكرية، ويعتقد على نطاق واسع أنها تمثل قوات شبه عسكرية موالية للرئيس أردوغان، مشيرة إلى أن الشيخ عبد الماجد الزنداني، البالغ من العمر 70 عاماً، التقى بشكل خاص وسري مع وفد مجموعة (سادات) في اليمن لمناقشة قضايا عربية وإسلامية.

كانت وزارة الخزانة الأميركية أصدرت في 24 فبراير لعام 2014، تقريراً صنفت فيه عبد الماجد الزنداني "إرهابي عالمي من طراز خاص"، وقدمت اسمه إلى لجنة العقوبات على "تنظيم القاعدة" التايعة بمجلس الأمن في الأمم المتحدة.

وقالت وزارة الخزانة الامريكية في تقرير لها عن الزنداني " تحت رئاسته، تمكن من التأثير وتقديم الدعم للعديد من الدوائر الإرهابية، بما فيها التجنيد بكثافة للشباب للالتحاق بمراكز تدريب تنظيم القاعدة ، وزعمت أن الزنداني لعب دوراً محورياً في شراء الأسلحة نيابة عن القاعدة وغيرها من الإرهابيين. وتبين أن لديه صلات مع جماعة أنصار الإسلام، وهي جماعة إرهابية عراقية لها صلات بتنظيم القاعدة ومدرجة ضمن قائمة لجنة عقوبات القاعدة في منظمة الأمم المتحدة".

وتعمل جماعة "سادات" شبه العسكرية التركية ، التي يقودها الضابط العسكري المتقاعد، عدنان تانريفيردي، المستشار العسكري السابق لأردوغان، كمنصة تدريب وتقديم دعم لوجيستي للجهاديين في تركيا وسوريا وليبيا وغيرها من الدول.

وقالت شبكة "نورديك مونيتور" في تقرير أخير لها إن "سادات" تمكنت من الوصول إلى شبكة الزنداني في عام 2014، عندما أرسلت وفداً خاصاً إلى صنعاء تحت غطاء أنها منظمة غير حكومية تحمل مسمى "اتحاد المنظمات غير الحكومية للعالم الإسلامي"، وضمت الزنداني ضمن عضويتها.

وبحسب ما كشفه المركز الأوروبي لمكافحة التطرف ، التقى مبعوثون بارزون في جماعة "سادات"؛ نجم الدين كيليش، وعلي كورت وإرسان إرجور، مع رجال دين متشددين في مكان غير معلوم في العاصمة صنعاء فيما بين يومي 19 و20 فبراير لعام 2014، وضم الاجتماع 10 شخصيات من الجانبين.

وتقول شبكة "نورديك مونيتور" في تسريبات لجانب طفيف من الاجتماع، إن عبد الماجد الزنداني، المدرج في قائمة الإرهاب الأميركية، أبلغ أعضاء وفد "سادات" أن تركيا تحت قيادة إردوغان ستتزعم العالم الإسلامي في القريب العاجل، ولفت إلى أن إردوغان يقوم بتطهير ميدان المعركة، وأنه يجهز تركيا للدخول في عملية كبرى ستحدث في المستقبل.

ولم تكشف التسريبات مزيداً من التفاصيل، غير أنها أشارت إلى أن بعض المعلومات التي جمعها فريق "سادات" التركي لم يتم تدوينها وبقيت شفهية أرسلت إلى تانريفيردي، المستشار العسكري السابق لأردوغان، عن طريق الوفد لدى عودته إلى تركيا، معتبرة أن هناك أموراً غاية في السرية تركت دون بحث خشية حدوث تسريب إلى وسائل الإعلام.

اعترف تانريفيردي، كبير المستشارين العسكريين لإردوغان، في مقابلة أدلى بها عقب استقالته في يناير 2020، بأنه التقى شخصيا مع عبد الماجد الزنداني، وناقش معه ظهور المهدي المنتظر قائلاً "لقد سألته (عبد الماجد) ’هل ستكون هناك وحدة إسلامية؟’ فرد بالإيجاب. وعندما سألته ’متى سيحدث ذلك؟’، فأجاب عندما يظهر المهدي."

وعزز عبد الماجد الزنداني علاقاته بالمسئولين في تركيا، خصوصاً مع نجم الدين أربيكان، الأب الروحي لإردوغان والأب المؤسس للإسلام السياسي في تركيا. كما ساعد رئيس الوزراء التركى السابق نجم الدين أربيكان الزنداني عند تأسيس "جامعة الإيمان" في صنعاء. وقد كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الروابط المالية التي ربط الزنداني مع الإسلاميين في تركيا، واصفة جامعة الإيمان بأنها "مصنع إنتاج للمتطرفين الإسلاميين" التي جذبت المئات من الطلبة غير المنيين إلى الدراسة فيها.

وظهر بشكل متكرر في وسائل الإعلام الموالية لإردوغان في تركيا، وفي إحدى اللقاءات الصحفية التي أدلى بها لمطبوعة إسلامية في مايو 2013، قال إنه يصلي من أجل إردوغان.

وفي مقابلة أخرى، طلب الزنداني من تركيا رفع شعار الخلافة لتوحيد الأمة الإسلامية. ورغم انتقال الزنداني إلى تركيا في 20 نوفمبر 2020، فإن أفراد عائلته وأتباعه الموالين له يقيمون في تركيا منذ وقت طويل، ويعملون بشكل وثيق مع حكومة إردوعان لدعم جماعة "الإخوان الارهابية " وشبكات الجماعات الجهادية الأخرى، ومن آن إلى آخر، تحظى زيارة ابنه عبدالله الزنداني بتغطية مكثفة من قبل المحطات التركية.

ويشاع أن الجانبين يعملان على تهيئة الأجواء للتحرك والانخراط في النزاع اليمني عندما تسنح الفرصة لذلك.

رغم إدراجه على لوائح الإرهاب الأميركية منظمة تركية تضم الزنداني لعضويتها