تحقيقات وتقارير

تقرير فلسطيني يكشف مخططات التهجير الإسرائيلية في القدس

الصباح العربي

حذرت منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم السبت، من مخططات سلطات الاحتلال الإسرائلي في مدينة القدس المحتلة والتى ترتقي إلى جرائم الحرب.

وأوضح المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان بمنظمة التحرير، أن الأحياء المقدسية وخاصة حي “ِالشيخ جراح” تواجهة خطر التهجير والتهويد ضمن مخطط إسرائيلي يسمى “حوض القدس ” وذلك بهدف ربط المستوطنات المقامة على اراضي الفلسطنيين في منطقة شرق القدس بعضها ببعض.

ويواجه سكان الحي منذ عام 1972 دعاوى قضائية تطالبهم بالإخلاء لصالح جمعيات استيطانية تريد إقامة مستوطنة على أنقاض هذه المنازل.

خطر التهجير

ولفت التقرير أن آلاف المقدسيين يواجهون خطر التهجير ضمن مخطط إسرائيلي يسمى ” حوض القدس ” يستهدف كافة أحياء القدس بدءا من حي الشيخ جراح وحتى حي وادي الجوز .

وتقود حكومة الاحتلال وبلدية موشيه ليئون حملة على أحياء القدس بشكل عام وخاصة حي الشيخ جراح بهدف تهجير السكان.

وتستخدم بلدية الاحتلال والجماعات الاستيطانية القضاء الإسرائيلي كأداة لتمرير مخططات استيطانية تصب في خانة التطهير العرقي بتهجير الفلسطينيين بإخلاء كافة منازل الحي ويبلغ عددها حوالي 80 منزلاً ويقطنها نحو 2200 مقدسي، وذلك ضمن مخطط إسرائيلي يهدف إحلال المستوطنين مكانهم وبالتالي رفع عدد المستوطنين ليصبح مع الوقت اعلى من عدد المقدسيين في شرق المدينة .

وحاليا هناك 12 منزلا مهددة بالإخلاء في اسرع وقت ممكن ويقطنها حوالي 120 مقدسيا.

ويتزامن ذلك مع طلب بلدية الاحتلال من محكمة الشؤون المحلية الإسرائيلية قبل ثلاثة أسابيع،تجديد أوامر الهدم لعشرات المباني في سلوان والتي يقطنها حوالي 1500 فلسطيني.

100منزل معرضة للهدم

في حال الموافقة على الطلب فإن أكثر من 100 منزل يقطنها 1550 نسمة في منطقة البستان داخل حي سلوان معرضة لخطر الهدم الفوري. ويهدف مخطط البلدية إلى تنفيذ مشروع استيطاني مكان هذه المباني الفلسطينية ، وإقامة ما يسمى ” متنزه حديقة الملك “، الذي أعلن عنه رئيس بلدية القدس السابق، نير برْكات ، في العام 2010.

وإوضح التقرير أن المخطط يقضي بإقامة هذا المشروع الاستيطاني في حي البستان في سلوان، وأن يكون موقعا “سياحيا – أثريا”. وقضى المخطط بهدم عشرات المباني وطرد العائلات الفلسطينية التي تسكنها.

في الوقت نفسه صدقت بلدية موشيه ليئون على مخطط إنشاء موقع يتضمن نصبًا تذكاريًا في حي الشيخ جراح لجنود كتيبة في لواء المظليين في جيش الاحتلال الذين قُتلوا خلال احتلال القدس في العام 1967. ويشمل المخطط بناء نقاط مراقبة ومدرج صغير، في الوقت الذي يعاني فيه سكان الحي الفلسطينيين من نقص في المؤسسات العامة والمساحات المفتوحة.

ويمول المشروع “الصندوق الدائم لإسرائيل”، بتكلفة مليون شيكل إسرائيلي وهو يقع في قلب حي الشيخ جراح؛ ما يعني أن عشرات العائلات الفلسطينية في الحي ستواجه دعاوى قضائية تطالبها بإخلاء منازلها، في إطار مخطط استيطاني واسع في الحي، علمًا أن جمعيات استيطانية تدعي وجود ملكية يهودية للحي منذ ما قبل عام 1948.

تكثيف الوجود العسكري

وفي تصعيد جديد متواصل شرعت بلدية الاحتلال بإنشاء البنية التحتية لإقامة مجمع رياضي ضخم يمتدّ على ما مساحته أكثر من 4 دونمات على أراضٍ مملوكة لفلسطينيين من بلدة كفر عقب تتاخم مطار قلنديا القدس – في قلنديا شمال القدس المحتلة ، وقامت بعمليات تجريف في تلك الأراضي.

ووفقاً لبيان بلدية موشيه ليئون، يضم المشروع مجمَّعا رياضيا ومتنزها ومركز إطفاء. وترافقت عمليات التجريف لإنشاء البنية التحتية مع اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي رافقت جرافات البلدية.

وكانت سلطات الاحتلال قد كثفت من وجودها العسكري والأمني في شارع المطار ببلدة كفر عقب ونصبت لافتة إعلان عن وهدمت منشآت وجرفت أراضي وهددت بهدم المحال التجارية في منطقة حي المطار بالبلدة ، وأعلنتها منطقة عسكرية. وهكذا اصبحت العديد من المنازل والمنشآت التجارية في منطقة المشروع يتهددها الهدم بناءً على أوامر هدم أصدرتها بلدية الاحتلال في القدس قبل شهرين تشمل عشر منشآت وسبعة منازل على الأقل.

حدائق توراتية

وبين التقرير ، أن مخططات بلدية الاحتلال لم تقف عند هذه الحدود بل قامت بتحويل “كرم المفتي” في حي الشيخ جراح إلى كنيس يهودي وشرعت بإنشاء “حدائق توراتية” تخدم المستوطنين،حيث اقتحمت طواقم من سلطة الآثار الإسرائيلية وبلدية الاحتلال “كرم المفتي”، وشرعت بأعمال تمهيدية على أرضه ، مدعية بحثها عن آثار في المكان.

وقد بدأ مهندسون وعلماء من ما تسمى “سلطة الآثار والطبيعة” الإسرائيلية ومصممين مطلع الاسبوع الفائت في أخذ قياسات ورسم المخططات لأجل البدء فعليًا في إقامة تلك الحدائق على مساحة 2 دونم و300 متر مربع من إجمالي المساحة الكلية لكرم المفتي والبالغة 32 دونمًا، والذي سيتم مصادرتها لتنفيذ مشروعها التهويدي .

كما أعلنت بلدية الاحتلال في القدس عن مشروع استيطاني ستشرع بتنفيذه قريبًا داخل البلدة القديمة من القدس، هدفه تعزيز وجود المستوطنين وتأمين الرفاهية والأماكن الخضراء لهم. ويشمل المخطط تحويل إطلالة أسطح أسواق تاريخية في القدس القديمة هي: اللحامين، القطانين، والخواجات، من إطلالة هادئة يقصدها المقدسيون إلى إطلالة بملامح أخرى في سياق تغيير معالم القدس المحتلة لصالح المستوطنين.

يُذكر أن المشروع هذا سيتم بتمويل وتبرع ضخم من قبل رجل أعمال يهودي كندي بقيمة 17 مليون شيكل من أجل تحويل أسطح تلك الأسواق التي تقع داخل أزقة البلدة القديمة من القدس إلى حديقة من خلال زراعة أشجار ووضع ألعاب ترفيهية لخدمة المستوطنين.

كما عادت بلدية الاحتلال مرة أخرى، للترويج لمشروع بناء مكب للنفايات بالقرب من مخيم شعفاط شمال البلدة القديمة من القدس، بعد ست سنوات من وقف الخطة في أعقاب معارضة أصحاب الأراضي في شعفاط والعيسوية، وفي هذا السياق ناقشت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في البلدية خطة لبناء مكب للنفايات في المنطقة القريبة من مخيم شعفاط – وشعفاط البلد والعيسوية، فيما يخشى الأهالي من أن يصبح المجمع خطرًا بيئيًا يلوث هواء المنطقة.

تقرير فلسطيني يكشف مخططات التهجير الإسرائيلية في القدس