أخبار عالمية

حركة عدم الانحياز تحيي الذكرى 66 لمؤتمر باندونج

الصباح العربي

تحيي غدا الاثنين دول حركة عدم الانحياز الذكرى الـ66 لمؤتمر باندونج في إندونيسيا، هذا المؤتمر التاريخي الذي عقد لأول مرة بجزيرة جافا في إندونيسيا فى الفترة من 18 إلى 24 أبريل 1955، وضم ممثلي 29 بلدا من إفريقيا وآسيا حديثة الاستقلال، وبرزت فيها مصر بثورتها الوليدة وزعيمها جمال عبدالناصر بجوار زعماء الهند وإندونيسيا جواهر لال نهرو، وأحمد سوكارنو.

شكل اللقاء الأفرو - أسيوي المعروف بمؤتمر باندونج في إندونيسيا نقطة الانطلاق نحو تصفية الاستعمار في المنتصف الثاني من القرن الماضي، فيما تبقى روح باندونج إحدى الأدوات التي ينبغي أن تكرس التعاون والتشاور بين بلدان الجنوب بهدف مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأسفر مؤتمر باندونج عن تكوين كتلة جديدة أرادت فرض نفسها كقوة على الساحة السياسية العالمية، وبحث الدور الذي يمكن للقارتين (أسيا وأفريقيا) أن تلعباه وتقييم إمكانياتهما من أجل وضع الآليات التي تسمح بإقامة تعاون اقتصادي وثقافي وسياسي وثيق بين بلدان الجنوب.

وأسهمت وألهمت روح باندونج فيما قدمته من دعم لا مشروط من أجل التصفية التامة للاستعمار بجميع البلدان، ووعي بلدان ما يسمى بالعالم الثالث التي أدركت أنها تشكل "قوة وأنه يمكنها فرض نفسها شريطة أن تكرس التضامن فيما بينها".

وفي خطابه الافتتاحي لمؤتمر باندونج، أكد أحمد سوكارنو أول رئيس لجمهورية إندونيسيا أنه "لا توجد أية مهمة أكثر عجالة من الحفاظ على السلم"، مضيفا "دون السلام لا يعني استقلالنا شيئا كبيرا".

وقال سوكارنو، مخاطبا ممثلي البلدان الآسيوية والأفريقية في أول اجتماع لهم، "باستطاعتنا تجنيد القوة الروحية والأخلاقية والسياسية لقارتي آسيا وأفريقيا لفائدة السلام ".

ودعا القادة الأفرو - آسيويون، المشاركين في مؤتمر باندونج بعد 7 أيام من المحادثات إلى اعتماد عدد من المبادئ من بينها احترام حقوق الإنسان والسيادة والوحدة الترابية لجميع الأمم والمساواة بين جميع الأعراق والأمم وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان والامتناع عن القيام بتهديدات أو اعتداءات أو استعمال القوة ضد الوحدة الترابية أو الاستقلال السياسي لبلد ما وإلى تسوية النزاعات الدولية بالطرق السلمية وتشجيع المصالح المشتركة والتعاون.

وسرعان ما أتى مؤتمر باندونج أكله إذ تم قبول عضوية 6 دول آسيوية وأفريقية في الأمم المتحدة في ديسمبر من نفس السنة وهي كمبوديا وسريلانكا والأردن ولاوس وليبيا والنيبال، بينما انضمت 6 دول أخرى ما بين 1956 و1957 وهي اليابان والمغرب والسودان وتونس وغانا وماليزيا.

يذكر أنه خلال السنوات العشر التي تلت المؤتمر، انتزعت 31 دولة أفريقية استقلالها، معلنة بذلك نهاية العهد الاستعماري ما عدا في فلسطين التي لا تزال ترزخ تحت نير الاحتلال الإسرائيلي ويواصل شعبها المناضل كفاحه من أجل تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

وجسدت روح مؤتمر باندونج بعد ذلك في سنة 1961 ببلجراد (صربيا) من خلال تأسيس حركة دول عدم الانحياز التي تضم دولا اختارت أن تكون على الحياد من المعسكرين الشرقي والغربي المتصارعين آنذاك.

بقى أن نعيد التأكيد على أهمية تمسكنا بمبادئ باندونج وإحيائها وتذكير العالم بها خاصة في منطقتنا التي تشهد تعديا من دول الجوار الإقليمية على مصالحنا القومية بالإضافة إلى تنافس دولي ينال من السيادة الإقليمية لدولنا وأمنها القومي، ويتيح لأعدائنا تحقيق أهدافهم على حساب مصالحنا الوطنية.