تحقيقات وتقارير

يوم زايد للعمل الإنساني.. تخليد لذكرى رحيل رائد الإنسانية والعطاء

الصباح العربي

تحيى دولة الإمارات العربية المتحدة، في يوم التاسع عشر من رمضان سنويا، «يوم زايد للعمل الإنساني»، والذي يصادف ذكرى رحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رجل التأسيس والبناء والاتحاد، وعنوان الخير والجود ولسان الحكمة، ليبقى بعطائه وبنائه حاضراً في حياة الإماراتيين والعرب وشعوب العالم التي امتدت إليهم أياديه البيضاء بالخير، متمثلا في الغذاء والدواء والتعليم، لتظل الإمارات «على عهده»عنواناً للخير والجود والكرم، لا تفرق في ذلك بين عرق، أو دين، أو لون.

محمد بن زايد: نجدد العهد بالسير على طريقه

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم، عبر تغريدة في حسابه الرسمي على تويتر: في «يوم زايد للعمل الإنساني»، نستذكر صاحب الأيادي البيضاء التي امتدت بالخير إلى البشر في جميع أنحاء العالم، دون تفرقة بسبب دين أو عرق.. في هذه الأيام المباركة ندعو الله له بالرحمة، ونجدد العهد بالسير على طريقه..طريق المحبة والبذل والعطاء الإنساني.

العظماء لا يموتون

وقال رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، حمد الكعبي، “في التاسع عشر من رمضان من كل عام، نحكي لأبنائنا عن تاريخ زايد الحافل بحبّ الخير، وعن سماته، عطائه، إنسانيته، تسامحه، إيمانه العميق بالإنسان أيّاً كان معتقده أو جنسه أو لونه..نروي للعالم والإنسانية كيف كان تمسكه بآفاق التواصل الراقي وتشبثه بالمسار الإنساني، حتى استطاع أن يضع سقفاً جديداً لإمكانات العمل الخيري والفرق الذي يمكن له أن يحققه في حياة الكثير من الناس”.

وأضاف: الشعوب المتحضرة هي التي تعتز برموزها، وتمتزج بهم، وتحتفي بذكراهم، وتربي الأجيال على نهجهم، وتظل وفية لمبادئهم.. هكذا علمنا التاريخ، وهكذا تفعل الإمارات حين تحيي ذكرى رحيل مؤسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولأن «العمل الإنساني» هو السمة الأبرز في شخصية الراحل الكبير، فقد اختارت الإمارات أن يكون عنواناً لذكراه، بعد أن حوّلت العطاء إلى منهج عمل وفكر وممارسة يومية، حتى أصبح أسلوب حياة وسلوكاً حضارياً ومكوّناً ثقافياً وإنسانياً مستداماً في شخصية الإمارات، وشعاراً في تعاملها مع دول العالم.

رائد «لغة الإنسانية»

وجاء في افتتاحية الصحف الإماراتية: “في أقصى بقاع العالم، تخلّد مؤسسات طبية وتعليمية وإنمائية ومشاريع تنموية وآبار، اسم المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي رسّخ لغة الإنسانية في التواصل بين الأمم والشعوب، وترجمها عبر قيم العطاء والتسامح، بغض النظر عن العرق والدين والجنس والانتماء، فالكل سواء أمام المعاناة التي لا تفرق بين أحد من البشر.

19 رمضان، يوم زايد للعمل الإنساني، والذكرى السابعة عشرة لرحيل المغفور له بإذن الله.. ذكرى تخلد رمزاً عالمياً للعطاء وأيقونةً للإنسانية، وقائداً غرس هذه القيم في صلب مبادئ الاتحاد ونفوس شعبه، ليجعل من الإمارات منارة للإنسانية، ووطناً للسعادة والاستقرار والمحبة والتعايش بين الشعوب”.

يوم زايد للعمل الإنساني

وتحيي دولة الإمارات، يوم زايد للعمل الإنساني، والذي يمثل استحضاراً لإرث الوالد المؤسس، وأعماله الإنسانية الخالدة التي شملت مختلف دول العالم على مدى عدة عقود، عبر العديد من المشاريع الضخمة والبرامج والمبادرات التي استهدفت بناء الإنسان وتنميته ودعم المحتاجين والمعوزين، وتوفير متطلبات ومقومات الحياة الكريمة لهم، انطلاقاً من قيم البذل والعطاء والمنح، وقد رسخ مفهوم «لغة الإنسانية» التي تجمع دول العالم كافة، عبر حرصه على تسخير كافة الإمكانيات المتاحة لدعم الدول المتضررة جراء الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية، ودعم الحكومات في توفير الغذاء والدواء لشعوبها، وتوجيهاته الحكيمة بضرورة العمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية في الحملات العالمية المتعلقة بدعم الدول والشعوب، إيماناً منه بأهمية العطاء، وانطلاقاً من القناعة الراسخة بأن الدور الإنساني يمثل ركيزة أساسية وأحد ثوابت دولة الإمارات.

تخليد لمسيرة من العطاء الإنساني

واستمراراً على هذا النهج، جاء اعتماد يوم زايد للعمل الإنساني عام 2012، ليكون في التاسع عشر من شهر رمضان كل عام، تخليداً وإحياءً لذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رائد العمل الخيري والإنساني، وتقديراً لمسيرته الطويلة في العطاء الإنساني الذي امتد إلى مختلف أصقاع الأرض، وسجل الكثير من الإسهامات البارزة في مجال العمل الإنساني، حيث قال : «إننا نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن يعم أصدقاءنا وأشقاءنا»، وهي المقولة التي تجسد نهج سياسة دولة الإمارات ومنطلقاتها الاستراتيجية وركائزها الأساسية في التعامل مع دول العالم وشعوب المنطقة، والقائمة على المشاركة والتعاضد والتعاون والتآخي في مواجهة التحديات وتجاوزها، للوصول إلى مستقبل أكثر إشراقاً.

الإمارات أكبر الدول المانحة بسخاء في العالم

وتعد دولة الإمارات، واحدة من أكثر الجهات المانحة سخاءً في العالم مقارنة بدخلها القومي الإجمالي، وقد قدمت مساعدات لأكثر من 175 دولة العام الماضي 2020. وتعتبر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي أكبر مركز للخدمات اللوجستية والإمدادات للأمم المتحدة، كما أن دولة الإمارات شريك مهم لمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي في التصدي لجائحة «كوفيد-19». وقدمت دولة الإمارات المساعدات الطبية والمستلزمات الوقائية إلى 120 دولة حول العالم، ولم يقتصر الدور الإنساني للمساعدات الإماراتية على إرسال المساعدات للدول المحتاجة، بل قامت بالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية وهيئاتها المتخصصة وخاصة منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمي للمساعدة في إيصال المستلزمات الطبية والغذائية لبعض الدول، وتعزيز قدرة تلك المنظمات في الوصول إلى كافة الدول المتضررة في بقاع الأرض كافة.