كيف يدرك الأطفال حقيقة الأشياء قبل النطق؟

بماذا يفكر الأطفال في مرحلة ما قبل النطق؟ تساؤل يسعى تقرير نشرته صحيفة ”لوفيغارو“ الفرنسية الإجابة عنه.

وقال البروفيسور جيسلين ديهاين لامبرتز، الطبيب المتخصص بدراسة تطور الوظائف المعرفية لدى الأطفال، إن ”الأطفال يفكرون وإن كنا لا نعرف ذلك بدقة، لكن الثابت أنّ منطقة التفكير لها نفس الدور الذي تقوم به لدى البالغين“.

وأفاد المؤلف المشارك لكتاب ”من العلوم المعرفية إلى الفصل“، بأنه ”إذا جعلت الطفل يستمع إلى أربع نغمات متتالية عدة مرات وفجأة توجهت إلى اثنتي عشرة نغمة، بنسبة 1 إلى 3 ، فإنه يتفاجأ“.

وقال إن ”التعرف على المتجانسة يعتبر نقطة أخرى مشتركة بين الصغار من جميع الأنواع، كل واحد يحدد خاصيته. بالنسبة للغة من ناحية أخرى يبدو أن هناك شبكات خاصة جدا بالبشر، يجذبهم الصوت وسرعان ما يفهم الأطفال أن الكلمات تشبه مكعبات صغيرة يمكن إعادة دمجها مع بعضها البعض لإعطاء معنى جديد، وهذه القدرة المركبة خاصة بالجنس البشري“.

وأضاف أن ”الشبكات الموجودة منذ الولادة للطفل، تسمح بمعرفة من يتحدث، والدته أو والده أو طرف ثالث، لفهم كيف تخلق لغته الكلمات، حيث تختلف القواعد وفقا للغات ولكل واحدة أصواتها الخاصة، وأخيرا يتعلم أن اللغة تستخدم لنقل المعلومات“.

وتابع: ”استخدام الكلمات في سياقات مختلفة، في أنواع مختلفة من الجمل، سيعلم الطفل التحدث وبناء المفردات، فعندما نسمي كأسًا من الزجاج وكوبًا من الماء كأسًا، يدرك الطفل أنه على الرغم من أنهما ليسا متشابهين من الناحية المرئية إلا أنهما كائنات متشابهة“.

بينما قالت فيرونيك إيزارد، الباحثة في مركز علوم الأعصاب التكاملية والإدراك بجامعة باريس، إنه ”من الأشهر الأولى من الحياة، سيكون لدى الرضيع فكرة جيدة إلى حد ما عن الترتيب والكميات لكن فهم الأرقام هو نقطة انطلاق جيدة لفهم العالم، ومع ذلك فإن هذا لا يقتصر على صغار البشر، فالكلاب والغراب على سبيل المثال تدرك التغيرات في الكمية، وتذهب الأسماك الجماعية بشكل طبيعي حيث يوجد المزيد من المتجانسات“.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: ”في عصر ما قبل النطق بالألفاظ غالبًا ما تُجرى دراسات مهارات التفكير في وقت التحديق بالشيء، فعندما تعرض صورة للطفل عدة مرات متتالية في البداية يجدها ممتعة ويبحث عنها لفترة طويلة ثم يبدو أقل اهتماما عندما ينظر حول الموضوع أو ما نسميه التعود“.