مقالات ورأى

احمد عبد الرحمن يكتب: خليك في حالك

الصباح العربي

كثير من "الأفاضل" المصريين توجهوا بالحمد لله عز وجل على حريق مسرح مهرجان الجونة وانهم في قمة السعادة أن الله استجاب دعائهم حتى لا يقام المهرجان هذا العام وبذلك تتوقف حفلات السهر والعربدة ومسيرات النساء العاريات على السجادة الحمراء .

والعجيب والغريب إني وجدتهم يقدمون وصف تفصيلي لكل صغيرة وكبيرة كانت تحدث في المهرجان في الاعوام الماضية ، وكأنهم كانوا فاضيين ليل نهار لرصد كل مايحدث في المهرجان حتى أدق التفاصيل.

والسؤال الذي يطرح نفسه دلوقتي "هما هؤلاء السادة الفرحانين بالحريق و"المتدينين بطبعهم" عرفوا إزاي تفاصيل التفاصيل إللي بتحصل في المهرجان"؟ مش حرام عليهم إنهم يضيعوا وقتهم لمتابعة هذا " الفسق والفجور"؟ ولا حرصهم على المتابعة من باب زيادة مداركهم ومعلوماتهم عن عالم " العري وآخر صيحات الموضة وأخبار الفنانة فلانة والفنان فلان"! ، ولا يمكن بيتفرجوا من أجل زيادة الجرعة الإيمانية لديهم علشان دعواتهم تبقى عن قناعة ان ما يحدث في المهرجان يستحق الدعاء "بالهلاك"؟

انا اعرف إن "المتدين الحقيقي" يجب عليه أن يغض البصر ، وفي حالة هذا المهرجان بالذات ممكن جدا لو انا حريص على ديني وعلاقتي بالله أن أنصرف عن كل ما يتعلق به ولا أشاهد ما يتم تقديمه عن المهرجان بأي صورة من الصور .

لكن الواضح اننا اصبحنا في عالم تسوده "الشيزوفرينيا" او بالبلدي انفصام في الشخصية ، واعتبار التصرفات الشخصية والممارسات البعيدة عن التدين لا تجعل الإنسان غير متدين وان هذه نقرة وهذه نقرة أخرى .

واصبح العديد من السادة "المصريين والعرب" على حد سواء ، يحملون لواء التكفير والغفران وان من حقهم اصدار الاحكام " ده يدخل الجنة وده يدخل النار" وكأنهم اطلعوا على الغيب او ان لديهم وحي من السماء يخبرهم بنتيجة افعال البشر .

وكأن هؤلاء البشر "تناسوا" أو "يتناسوا" أن رحمة الله وسعت كل شيء وأنه وحده سبحانه وتعالى عالم الغيب ولا يعلمه إلا هو .

الحقيقة إللي غايبة عن الكثير ان الله عز وجل سيحاسب كل انسان على عمله وليس على عمل الآخرين وان كل واحد يجب ان يحرص على البعد عن الشبهات وان يعمل صالحا ولا يلتفت إلى تصرفات الغير والقيل والقال والنميمة ومتابعة عورات الناس بحجة الإصلاح .

خليك في حالك يا ابن أدم واترك ما لا يعنيك ودع الملك للمالك ' لعلنا نكون من الناجين وليس من الأخسرين أعمالاََ .

استقيموا يرحمكم الله

احمد عبد الرحمن يكتب خليك في حالك مهرجان الجونة حريق الجونة السجادة الحمراء خليك في حالك شيزوفرينيا انفصام في الشخصية عالم الموضة الفسق والفجور المتدين الحقيقي غض البصر استقيموا