تحقيقات وتقارير

تركيا أصبحت ملاذا ليخوت الأثرياء الروس تجنبا للعقوبات الغربية

الصباح العربي

رست خمسة يخوت عملاقة على الأقل مملوكة لأثرياء روس في تركيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا، في محاولة لتجنب العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.

وأشارت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية في تقرير، إلى أنه على مدى أشهر، سارعت ”الأوليغارشية“ الروسية إلى نقل أصولها بما فيها اليخوت الفاخرة والطائرات الخاصة لتجنب الاستيلاء عليها من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وقالت المجلة في تقريرها: ”أصبحت تركيا منذ ذلك الحين ملاذًا آمنًا، إذ إنها لم تفرض عقوباتها الخاصة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا“.

ووصل أحدث يخت فاخر، وهو عبارة عن سفينة بقيمة 400 مليون دولار، يطلق عليها اسم ”Flying Fox“، إلى مدينة بودروم التركية، صباح الأحد، وفقًا للمجلة التي قالت إنها مملوكة لديمتري كامينشيك، رئيس مطار ”دوموديدوفو“ في موسكو.

ولفتت المجلة إلى أن اليخوت الأخرى التي أبحرت إلى تركيا، يملك أحدها عميل ”KGB“ الاستخباراتي السابق فلاديمير سترتشالكوفسكي، وآخر لقطب الصلب ألكسندر أبراموف، وثالث للملياردير رومان أبراموفيتش.

وذكرت أن أبراموفيتش يملك يختًا بقيمة 600 مليون دولار اسمه ”سولاريس“، وقد وصل إلى بودروم في 21 آذار/ مارس الماضي، وأنه وبعد يوم واحد، أرسل يختًا فاخرًا ثانيًا بقيمة 700 مليون دولار إلى منتجع مرمريس.

ويتراوح سعر اليخوت الفاخرة الخمسة بين 85 مليون دولار و 700 مليون دولار، بحسب المجلة التي لفتت إلى أن مواقعها الجديدة في تركيا تجعلها بشكل عام أكثر أمانًا من أماكن أخرى من العالم.

وأضافت: ”ومع ذلك، قال محام متخصص في اليخوت الفاخرة، إن السفن ليست بالضرورة محصنة ضد العقوبات المستقبلية“.

وتابع المحامي بنجامين مالتبي، الشريك في مؤسسة ”Keystone Law: ”في النهاية، يعتمد مصير السفن على علاقة المالكين المستفيدين بالحكومة التركية، وأعتقد أنه سيتعين على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فقط انتظار تغير الرياح السياسية، وقد يكون هذا الانتظار طويلاً للغاية“.

وفي سياق متصل، سعى الأثرياء الروس أيضًا إلى تحويل أموالهم إلى العقارات في الشرق الأوسط، لتجنب العقاب من الغرب وفقا للمجلة التي أوضحت أنه في أواخر مارس باعت شركات عقارية في تركيا عدة عقارات لروس دفعوا نقدًا أو ذهبًا.

وقامت دول أخرى مثل إسرائيل وإسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة بشن حملة على ”الأوليغارشية“، واستولت على أصول بملايين الدولارات، فيما أعلنت وزارة العدل الأمريكية، الأسبوع الماضي، أنها صادرت يختًا فاخرًا يبلغ طوله 348 قدمًا يملكه المليونير الروسي سليمان كريموف في جزر فيجي.

وقالت وزارة العدل إن ”كريموف من بين الأوليغارشية الذين يستفيدون من الحكومة الروسية من خلال الفساد ونشاطها الخبيث في جميع أنحاء العالم“.

وفي أواخر الشهر الماضي، حث الرئيس الأمريكي جو بايدن الكونغرس أيضًا على تمرير حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا، واقترح تشريعًا من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة بمزيد من الاستيلاء على أصول ”الأوليغارشية“ الروسية، واتخاذ إجراءات صارمة ضد التهرب من العقوبات.

وقال بايدن: ”سنصادر يخوتهم ومنازلهم الفخمة وغيرها من المكاسب غير المشروعة“، وسوف نستخدم العائدات مباشرة لإصلاح الضرر الذي تسببت به روسيا“.

تركيا أصبحت ملاذا ليخوت الأثرياء الروس تجنبا للعقوبات الغربية