منوعات

شبح أزمة الطاقة ”يظلم” قصور فرنسا التراثية

الصباح العربي

تسعى القصور التراثية في فرنسا، العامة والخاصة، لمواجهة أزمة الطاقة من خلال الاستثمار في التقنيات الحديثة، مع الحرص على حماية التراث.

وفي ظل تعرض أوروبا لأسوأ أزمة طاقة منذ عقود، يبدو أن النظم الكهربائية في فرنسا ستكون الأكثر تضررا خلال هذا الشتاء.
وفي محاولة لتخفيف الضغط على الوضع المالي لشركة كهرباء فرنسا، تعتزم الحكومة خفض الحد الأقصى لكمية الطاقة المخفضة التي تلزم فرنسا الشركة ببيعها لشركات كهرباء أخرى.

قصور تراثية
ومع اقتراب فصل الشتاء، يشعر مالك قصر مان سور لوار كزافييه لولوفيه بالقلق من احتمال ارتفاع قيمة فاتورة التدفئة والغاز والكهرباء، إذ يتوقع أن تزيد هذه السنة عما كانت تبلغه عادة، إذ كانت تراوح بين 15 و20 ألف يورو.

ويرجّح لولوفيه أن تبلغ الفاتورة هذه المرة "ما بين خمسة وعشرة أضعاف"، معتبرا أن "رفع ميزانية الطاقة بهذه الطريقة لا يخطر في البال"

ومن شأن هذه الزيادات أن "تؤثر فورا على سير العمل"، كما هي الحال في الكثير من الشركات، وأن تبطئ الاستثمارات في مجال حفظ التراث.

ويوضح كزافييه لولوفيه أن بعض النوافذ في حال سيئة جداً في قسم غير متاح للزوار من القصر المصنّف معلماً تاريخياً.

ولا يوفر الشريط اللاصق الموضوع على الخشب سوى وسيلة محدودة جداً للحماية من البرد.

أما شارل أنطوان دو فيبراي فارتأى، لأسباب لا تتعلق بالعقبات الإدارية، ألا يفعل شيئاً، إذ لا يكترث لإمكان ارتفاع قيمة الفاتورة، نظراً إلى أن الإقبال الكثيف على قصر شوفيرني يمكّنه من امتصاص الزيادة المتوقعة على المحروقات، ويستهلك منها 30 ألف ليتر و40 ألفاً سنوياً.

التدفئة ليلاً بحرارة 8 درجات
وفي منطقة قريبة، يشعل قصر شامبور مواقده، ومصدر التدفئة الوحيد للزوار هو أربعة جذوع كبيرة فيها.

أما المكاتب والمحال التجارية ونحو 40 منزلاً في أراضي القصر، فضلاً عن أجنحة الغابات، فتتمتع بالتدفئة.

ويلاحظ مدير القصر جان دوسونفيل أن "الفاتورة تضاعفت في عامين، إذ ارتفعت من 260 ألف يورو إلى أكثر من 600 ألف في تقديرات موازنة 2023". إلا أن الموازنة البالغة 30 مليون يورو في السنة، لا يكفي هذا المبلغ سوى لمعرضين موقتين ومهرجان.

ويرى المدير أن ارتفاع الأسعار يسرّع "التفكير في مصادر الطاقة النظيفة". ودفع ذلك شامبور إلى إجراء دراستين عن التحوّل إلى مصادر تراعي البيئة: الأولى عن تركيب الألواح الكهروضوئية على أسطح الحظائر التقنية، والأخرى عن الطاقة الحرارية الأرضية وتسخين الكتلة الحيوية، سعياً إلى الاتفادة من الغابة.

ويعتزم قصر شامبور في الأشهر المقبلة الاستثمار في غابته التي تبلغ مساحتها 50 كيلومتراً مربعاً من خلال تركيب منشرة، مما يتيح إمكان استخدام أخشاب الغابة للتدفئة على المدى البعيد.

أزمة الطاقة

نقلت مجلة لوبوان عن مصادر مطلعة قولها إن الحكومة تعتزم خفض الكمية القصوى إلى 100 تيراواط/ساعة في 2023 من 120 تيراواط/ساعة العام الجاري.

وقال متحدث باسم وزارة المالية تواصلت معه وكالة بلومبرج للأنباء، إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بهذا الشأن.

ووضعت فرنسا شرطا قبل أكثر من عقد بأن تبيع شركة كهرباء فرنسا الطاقة من محطاتها النووية بأسعار مخفضة لتعزيز التنافس في السوق.

وتسبب هذا الشرط في تكلفة هائلة لشركة كهرباء فرنسا خلال أزمة الطاقة العام الجاري، فيما ارتفعت الأسعار فوق المستوى الذي حددته الحكومة حيث إن الشركة تعاني من انقطاعات في الكهرباء في مفاعلاتها.

شبح أزمة الطاقة يظلم قصور فرنسا التراثية