تحقيقات وتقارير

الكلمنتينا والبرتقال المصري ماركة مسجلة.. فواكة تتربع على عرش الأسواق الأردنية

الصباح العربي

مع دخول شهر رمضان المبارك، يبحث الصائمون عن أفضل المشروبات والمأكولات التي قد تساعدهم على التكيف مع الصيام وخصوصا مع الأيام الأولى للشهر الفضيل، فيما تكون هناك مشروبات ووجبات تمثل ماركة مسجلة في هذه الأيام المباركة من شهر الخير في الأسواق وعلى الموائد.

وقد تختلف هذه المشروبات والمأكولات من بلد لآخر وحسب طبيعة الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم مع الشهر الكريم، ففي مصر مثلا يبحث الصائمون عن التمر هندي والعرقسوس باعتبارهما عنصرا أساسيا على مائدة الإفطار بجانب المخلل، وهنا بالأردن هناك أيضا عادات وتقاليد تتمثل في مشروب التمر هندي أيضا وقمر الدين والقطايف، فيما تتربع فاكهتا "الكلمنتينا والبرتقال المصري" على عرش الفواكه بالأسواق الأردنية مع قدوم شهر رمضان الكريم.

"كلمنتينا" تعد أحد أنواع الفاكهة التي تخطف الأنظار إليها لكل من يراها أو يسمع اسمها، راغبًا في معرفة فوائدها وشكلها، فهي فاكهة دائرية الشكل، ذات لون برتقالي جذاب، تعرف باسم "اليوسفي في مصر"، وتصدر إلى كافة الدول الأوروبية والعربية ومنها الأردن الشقيق.

ومع بداية الشهر الكريم تنتشر "الكلمنتينا والبرتقال المصري" بالأسواق ويحرص الأردنيون على الشراء من أجل عصرها لتقديمها على مائدة الإفطار يوميا نظرا لما تتمتع به من فوائد، بالإضافة إلى جودة المنتج.

كلمنتينا

وقال أحد العاملين بمحل لبيع الفواكه والخضراوات بمنطقة العبدلي بالعاصمة الأردنية عمان ويدعى أبو فارس، إنه مع قرب حلول شهر رمضان سواء كان في الشتاء كهذه الأيام أو حتى في الأيام الأخرى، يحرص تجار السوق على شراء وتخزين البرتقال المصري نظرا لكثرة الطلب عليه من المواطنين خلال الشهر المعظم.

وأضاف أبو فارس، في تصريح لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، أن البرتقال المصري يعد ماركة مسجلة في الأسواق الأردنية من قديم الزمن نظرا للفوائد الكثيرة والمتعددة لهذا النوع من الفواكه وخصوصا في أيام الشتاء وشهر رمضان الكريم.

وأشار إلى أن حركة البيع خلال شهر رمضان من هذا البرتقال المصري وغيره من الفواكه تكون كبيرة للغاية، مؤكدا أن المنتج المصري يمثل علامة جودة في السوق الأردني وخصوصا مع استمرار تحسن المنتج المصري من المصدر.

وخلال جولة لـ/أ ش أ/، في الأسواق والشوارع الأردنية، لحظ مع قدوم الشهر الكريم انتشار فواكه البرتقال وكذلك بائعي العصائر، فيما قال صاحب محل "الجوهرة" لبيع الخضراوات والفواكه بالعاصمة عمان، إن هناك إقبالا على شراء عصير البرتقال من المواطنين مع بداية الشهر الكريم.

وأشار إلى أنه قبل حلول الشهر المعظم نبدأ بإخراج مكينة العصير أمام المحل ونعمل على التسويق لها قبل بداية الشهر، لافتا إلى أنه يقوم بعصر البرتقال السادة وكذلك البرتقال بالجزر وذلك بحسب طلب الزبون.

وعن انتشار البرتقال وعصيره مع بداية شهر رمضان، يرى مراقبون أردنيون أن هناك عادات جديدة دخلت على الشارع الأردني بحكم التغيير وتقلبات الأيام وتبدلاتها، وتراجعت أطباق وأكواب، لصالح أطباق وأكواب جديدة على مائدة الإفطار الرمضاني حيث تراجع إلى حد كبير وجود كوب شراب قمر الدين على الموائد، واحتلت مكانه أكواب عصير البرتقال الطبيعي.

وخلال السير في الشوارع، نجد في كل حي وشارع، بائعا كبيرا أو صغيرا يضع أمامه عصارة البرتقال اليدوية، و أكياس البرتقال من الحب الصغير الخاص بالعصير، وزجاجات فارغة من عبوة اللتر، وعند اقتراب موعد أذان المغرب يعصر البائع باقي كمية البرتقال، ويضعها في العبوات ويتم بيعها للمواطنين جاهزة وربما تكون أيضا مثلجة.

ورغم انتشار البرتقال المصري في الأسواق الأردنية، إلا أن ثمار الحمضيات المنتجة بالأردن والتي تشتمل على البرتقال والليمون والجريب فروت من أفضل الأنواع على مستوى العالم حيث تتميز بجودة عالية مما جعلها تنافس في جميع الأسواق، إلا أنها أمام تحد كبير هو توفير المياه العذبة الخالية من الملوحة لتأثيرها الكبير على زراعة الشجرة.

البرتقال

وتقدر إنتاجية الأغوار الشمالية حوالي 82% من مجمل إنتاج الأردن من الحمضيات أما محصول الليمون فأنه يتواجد على مساحة جغرافية أوسع، وتتوزع على عدة مناطق خاصة في مناطق شمال المملكة ومناطق في محافظات جرش والبلقاء، إضافة إلى زراعة أصناف جديدة من الليمون على رأسها الصنف المكسيكي الذي يمتاز بغزارة الانتاج وتأخر نضوج الثمار مقارنة مع الأصناف الأخرى.

وتقدر كميات الإنتاج من محصول البرتقال بأنواعه بالأردن (أبو صرة وفالنسيا وشموطي والفرنساوي ) بحوالي 53 ألف طن سنويا وتتراوح كميات الكلمنتينا بين 18 -20 ألف طن والمندلينا حوالي 12 ألف طن سنويا.

وللبرتقال فوائد عديدة بحسب العديد من مراكز الأبحاث العلمية العالمية، حيث يرتبط استهلاك فاكهة البرتقال وعصير البرتقال بالعديد من الفوائد الصحية للقلب، وذلك بفضل العناصر الغذائية التي يحتوي عليها بشكل طبيعي من خلال احتوائه بشكل طبيعي على الكاروتينات مثل بيتا كاروتين وبيتا كريبتوكسانثين، وهي مغذيات تدعم صحة المناعة بشكل طبيعي، كما يساعد "فيتامين سي" في تحفيز إنتاج خلايا الدم البيضاء، والتي يمكن أن تساعد في محاربة الالتهابات في الجسم.

كما يساعد البرتقال في الحفاظ على نضارة البشرة بطريقة طبيعية من خلال فيتامين سي الذي يدعم إنتاج الكولاجين، ومن الكاروتينات التي تحارب الجذور الضارة للجلد، لذلك يمنح البرتقال الجسم تغذية للبشرة من الداخل إلى الخارج.

والبرتقال من الأطعمة التي قد تساعد في مكافحة الالتهاب المزمن والذي قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع 2، حيث تكون مادة الفلافونويد الهسبريدين الموجودة في البرتقال وعصير البرتقال هي السبب في هذا الدور المضاد للالتهابات.

الكلمنتينا البرتقال المصري ماركة مسجلة فواكة تتربع على عرش الأسواق الأردنية