المرأة والصحة

علاج ادمان المخدرات: الدليل الشامل للتعافي والوقاية النهائية!

الصباح العربي

الإدمان مشكلة العصر، التي لم تدع بيتًا أو عائلة إلا وأثرت عليها، فهي من أخطر المشكلات الصحية المجتمعية في الفترة الأخيرة خصوصًا في المجتمعات الحديثة.

فهي لا تؤثر فقط على عقل الإنسان وسلوكه، ولكنها تترك آثارًا عميقة في صحة الفرد النفسية والجسدية…

تبدأ معك بتدمير الروح الاجتماعية في حياتك، ثم رويدًا رويدًا تُضعف قدرتك الإنتاجية حتى لا يُصبح لديك لا حياة ولا عمل!

ولكن مهلاً!

إذا كنت تريد فعلاً حل نهائي أو علاج ادمان المخدرات فأنت تقترب من التعافي!

الفكرة تكمُن بالاعتراف بالمشكلة نفسها …

ثم ينتهي بك الأمر ببناء حياة جديدة مليئة بالأمل.

وعبر فهم جذور الإدمان واختيار طريق العلاج مناسب مُتكامل، يمكن استعادة ما سُلب منك، وبناء مستقبل طبيعي مشرق.

مقدمة عن علاج ادمان المخدرات

ففهم طبيعة الإدمان وآلياته هو الخطوة الأولى والتي ستوصلك لنتيجة حقيقية..

نتيجة تهدف لبناء برامج علاجية فعّالة تعيد لك قدرتك على العيش مرة أخرى بحياة مستقرة وطبيعية مثل غيرك.

فهم ادمان المخدرات

اضطراب تعاطي المواد المخدرة

اضطراب تعاطي المخدرات من الحالات المرضية المزمنة بل والمعقدة..

إذ يتكرر فيها استخدام المواد المخدرة بطريقة خارجة عن السيطرة من الشخص المدمن.

ومع الأسف، لا يقتصر تأثير هذا الاضطراب على الجسد فحسب، بل يمتد ليعيد تشكيل طريقة عمل الدماغ من الداخل، مما يصعّب عملية التعافي أو ترك التعاطي دون تدخل علاجي متكامل.

أسباب الإدمان وعوامل الخطر

لفهم الإدمان بصورةٍ شاملة … يجب النظر إلى تفاعل العوامل البيولوجية، والنفسية، والاجتماعية لدى الشخص المدمن.

العوامل البيولوجية

  • الوراثة: أشارت الدراسات لـ: في حالة وجود تاريخ عائلي مع الإدمان هذا يُضاعف من احتمالية الإصابة به للأشخاص من نفس العائلة.

  • تأثير المخدرات على الدماغ: تُحفز المواد المخدرة مراكز المكافأة بشكل مبالغ فيه مقارنةً بالشخص الطبيعي، ومع الوقت يُرسَخ السلوك الإدماني.

  • الأمراض النفسية المصاحبة: الكثير من الأشخاص المصابين بالأمراض النفسية مثل القلق أو الاكتئاب يُعانون من ميل لاستخدام المخدرات بحثًا عن تخفيف مؤقت لمعاناتهم.

العوامل النفسية

  • التعرض لصدمات نفسية: الأشخاص الذين تعرضوا للإهمال أو العنف في مرحلة الطفولة، قد تدفع البعض منهم إلى استخدام المخدرات كوسيلة للهروب.

  • السمات الشخصية: مثل ضعف تقدير الذات، والاندفاعية، وصعوبة التعامل مع الضغوط الحياتية اليومية أيضًا.

  • الاضطرابات النفسية الأخرى: من الاضطرابات التي تزيد من احتمالية اللجوء إلى التعاطي مثل اضطراب المزاج أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

العوامل الاجتماعية

  • البيئة المحيطة: البيئة التي ينتشر فيها التعاطي أو تغيب فيها الروابط الأسرية القوية تزيد من احتمالات الإصابة بالإدمان.

  • ضغط الأقران: الشعور بالقبول الاجتماعي قد تدفع المراهقين، إلى تجربة المخدرات.

  • الضغوط الاقتصادية: الفقر والبطالة والظروف الصعبة تُساهم في خلق بيئة مناسبة لتعاطي المخدرات.

  • سهولة الحصول على المخدرات: توافر المواد المخدرة في الشوارع يُعد من العوامل الأساسية التي ترفع من معدلات استخدامها.

علاج ادمان الترامادول

علاج ادمان الترامادول يبدأ بمرحلة إزالة السموم، يتم في هذه المرحلة تخفيض الجرعات تدريجيًا للحد من أعراض الانسحاب …

ويأتي هذا بمساعدة الأدوية التي تُساعد في تخفيف الأرق وآلام العضلات وغيرها من الأعراض الجسدية التي تظهر من أعراض الانسحاب.

وبعد تجاوز هذه المرحلة الصعبة، يتم دمج العلاج الدوائي مع برامج نفسية مُتخصصة تهدف إلى تعديل أنماط التفكير والسلوك المرتبطة بالإدمان.

ثم ننتقل للدعم الاجتماعي المستمر، والذي يتم عبر الجلسات الجماعية أو اللقاءات الفردية مع الفريق العلاجي المتخصص.

وتُستكمل الخطة - ببرامج إعادة التأهيل التي تُعنى بتعزيز المهارات الحياتية وتنمية الشعور بالثقة والاندماج الاجتماعي لدى الشخص المدمن.

علاج ادمان الحشيش

أما علاج ادمان الحشيش، فيرتكز بشكل أساسي على التدخلات النفسية والسلوكية للفرد.

وفي مقدمة العلاج:

  1. العلاج السلوكي المعرفي.

  2. والعلاج التحفيزي.

  3. وبرامج تعزيز الالتزام بالتعافي.

أثبتت هذه الثلاثة، فعاليتهم في رفع معدلات العلاج و الامتناع عن التعاطي وتقليل فرص الانتكاس لحد كبير.

وكما لا توجد أدوية معتمدة خصيصًا لعلاج إدمان الحشيش…

إلا أنها، تستخدم بعض العلاجات الدوائية للتخفيف من الأعراض الانسحابية مثل القلق واضطرابات النوم، مما يساعد الشخص المدمن على تجاوز المراحل الصعبة الأولى من العلاج براحة أكبر.

مراحل علاج ادمان المخدرات

لـ علاج ادمان المخدرات، يجب المرور بثلاث مراحل رئيسية:

  1. إزالة السموم.

  2. المعالجة الدوائية.

  3. العلاج السلوكي المعرفي.

بهذا الترتيب يعتمد هذا النظام المتسلسل على معالجة الاعتماد الجسدي أولًا، ثم ترسيخ التعافي النفسي والسلوكي بشكل مستدام.

وأظهرت الدراسات أن هذا النظام المتسلسل مع برامج علاجية تحت إشراف طبي متخصص يُسهل من فرص علاج الادمان والامتناع عن التعاطي بشكل كبير، ويجعل معدلات الانتكاس على المدى الطويل.

إزالة السموم (Detox)

مرحلة إزالة السموم من الجسم الخطوة الأولى والأكثر حرجًا في رحلة التعافي والتي تهدف إلى تطهير الجسم من بقايا المواد المخدرة ويصبح فيها المريض مُهيء للانتقال إلى مرحلة العلاج النفسي.

ويأتي ذلك تحت إشراف طبي، لضمان تخطي الأعراض الانسحابية بأقل قدر ممكن من المخاطر.

يتم التوقف عن التعاطي بشكل مفاجئ أو تدريجي حسب الحالة، بناءً على مراقبة مستمرة للعلامات الحيوية:

  • معدل ضربات القلب، وضغط الدم.

  • الأعراض الجسدية كالقلق، التعرق، والقشعريرة.

ولتخفيف حدة الأعراض والحالة الحرجة في هذه المرحلة، قد تُستخدم أدوية داعمة تساهم في تحسين راحة المريض.

العلاج الدوائي

قبل العلاج السلوكي المعرفي، تُستخدم مجموعة من الأدوية للمساعدة على تقليل الرغبة الشديدة للرجوع للإدمان ومنع تأثير المواد المخدرة على الدماغ، مثل:

  1. الميثادون.

  2. والبوبرينورفين.

  3. والنالتريكسون.

تعمل هذه الأدوية على استعادة التوازن الكيميائي للمخ ورجوعه إلى الحالة الطبيعية له.

بالنسبة للفترة الزمنية، وقد يستمر العلاج الدوائي لفترات متفاوتة، تمتد من أسابيع إلى سنوات، بحسب مدى استجابة كل مريض وشدة الإدمان.

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

لا يكتمل علاج الإدمان دون معالجة الجوانب النفسية والسلوكية العميقة داخل المخ. ويركز العلاج السلوكي المعرفي على على:

  • يركز على تعليم المريض كيف يتعرف بنفسه على المحفزات التي تؤدي للتعاطي!

  • وكيف يتعامل مع المشاعر والأفكار السلبية.

  • بناء استراتيجيات صحية لإدارة الضغوط والرغبات.

  • يساعد المرضى على إعادة تشكيل أنماط تفكيرهم وسلوكياتهم المرتبطة بالإدمان.

يُقدَّم العلاج السلوكي المعرفي على هيئة جلسات فردية أو جماعية، تتيح للمريض التدريب العملي على المهارات اليومية التي يحتاجها ليصل لمرحلة التعافي.

أنواع برامج علاج الإدمان

تتنوع برامج علاج الإدمان لتناسب اختلاف احتياجات الأفراد وظروفهم، وهي تشمل:

  • الإقامة الداخلية في مراكز متخصصة.

  • البرامج المكثفة الخارجية.

  • المجتمعات العلاجية طويلة الأمد.

  • مجموعات الدعم المستمر.

ولاختيار البرنامج المناسب، يجب الأخذ بعين الاعتبار:

  • شدة الإدمان، والظروف الاجتماعية.

  • والاحتياجات النفسية للمريض.

العلاج الداخلي ومراكز التأهيل ( الخيار الأكثر فعالية )

يقيم المريض داخل مراكز مُتخصصة توفر رعاية طبية ونفسية على مدار اليوم.

والرائع هنا، أنه لا يقتصر العلاج على تخطي أعراض الانسحاب فحسب، بل يشمل أيضًا:

  • جلسات فردية وجماعية لتطوير المهارات الحياتية اليومية.

  • وتعزيز القدرة على التعامل مع تحديات ما بعد الخروج من المركز.

البرنامج المكثف للمرضى الخارجيين - دون حاجة للإقامة

وهنا يوفر البرنامج جدول يومي يتضمن جلسات جماعية وفردية تمتد بين ساعتين إلى 3 ساعات بعدد مرات معينة في الأسبوع.

ويعد هذا البرنامج مثالي كمرحلة انتقالية بعد العلاج الداخلي داخل المراكز، أو لحالات الإدمان متوسطة الشدة.

مع التركيز الكبير على التثقيف الصحي وتعلم مهارات مواجهة الضغوط والأفكار اليومية.

المجتمعات العلاجية طويلة الأمد ومجموعات الدعم الصارمة

بالانتقال إلى هذه المرحلة، توفر المجتمعات العلاجية بيئة سكنية خالية من المخدرات تلتزم بقواعد قوية، تشجع على الدعم المتبادل بين الأقران.

وفي موازاة ذلك، تلعب مجموعات الدعم مثل "المدمنون المجهولون" دور كبير جدًا في تقديم بيئة اجتماعية داعمة تُساهم في تقليل احتمالات الانتكاس مرةً أخرى وتعزيز الثقة بالنفس.

الدعم النفسي والاجتماعي

فإلى جانب العلاج الطبي، هناك دور آخر لا يقل أهمية عنه، وهو الدعم النفسي التي يتمثل في: التدخلات السلوكية، والعلاج الجماعي والأسري، وبناء شبكة دعم اجتماعية حجر الأساس لاستمرارية التعافي.

بناء شبكة داعمة

هي البيئة الآمنة التي تمنح المتعافي التواصل ومشاركة التحديات وأخذ الدعم المستمر من الأسرة والأصدقاء وأعضاء مجموعات الدعم.

السكن الخالي من المخدرات والاستشارات الدورية أيضًا من الأدوات المهمة العملية لبناء الثقة بالنفس والتعامل مع ضغوط الحياة اليومية.

العلاج الأسري والجماعي

من جانبٍ آخر، يُركز العلاج الأسري على إصلاح أنماط التواصل والسلوك في الحياة اليومية، لخلق بيئة صحية تدعم رحلة التعافي.

بينما يمنح العلاج الجماعي المتعافين فرصة أوسع لتبادل الخبرات والتعلم من الآخرين في بيئةٍ آمنة.

وهذا بإشراف متخصصين نفسيين، لتعزيز الإحساس بالانتماء ودعم بناء مهارات التأقلم لدى المدمنين.

نمط الحياة والتأهيل الشامل

التعافي المستقر طويل الأمد يحتاج بالضرورة لنمط حياة صحي ومتوازن. مثل: التغذية السليمة، النشاط البدني والرياضة المنتظمة.

إذ أن تطوير المهارات الحياتية تشكل الدعم الرئيسي لاستقرار الصحة النفسية والجسدية وتقليل مخاطر الانتكاس.

التغذية والرياضة

وبالحديث عن ذلك، فلابد من اتباع نظام غذائي متوازن غني بـ:

  • بالبروتينات والكربوهيدرات الصحية والدهون المفيدة.

  • مع التركيز على تناول الفواكه والخضروات، التي تُساعد على إصلاح أنسجة الجسم المتضررة ودعم وظائف الدماغ الحيوية.

وفي الوقت نفسه، تساهم ممارسة التمارين الرياضية، مثل: المشي السريع أو السباحة، بمعدل 150 دقيقة أسبوعيًا، في تعزيز إفراز الإندورفين وتحسين الحالة المزاجية.

كما تساعد تمارين تقوية العضلات ( GYM ) في تقليل القلق وتعزيز الثقة بالنفس، بينما يُسهم النشاط البدني المنتظم في تحسين جودة النوم وزيادة القدرة على مقاومة التوتر.

تطوير المهارات الحياتية وإدارة الضغوط

وأخيرًا، يعد تطوير مهارات الحياة مثل تحديد الأهداف، وإدارة الوقت، وحل المشكلات بفعالية جزءًا لا يتجزأ من استعادة السيطرة على الحياة اليومية.

كما أن ممارسة تقنيات إدارة الإجهاد، خصوصًا تمارين التنفس العميق والاسترخاء واليقظة الذهنية…

تُساعد على ضبط الاستجابات العاطفية، والتي بدورها تُقلل من احتمالية الانتكاس عند الشعور بالضغوط.