”تيرابوت” معالج نفسي ذكي يمهد لمستقبل جديد في رعاية الصحة النفسية

قام عدد من الباحثين في جامعة دارتموث الأمريكية بابتكار آداة ذكاء اصطناعي جديدة يطلق عليها إسم "تيرابوت"، وتهدف إلى توفير العلاج النفسي، كبديل عن الممارسات الغير منظمة، والتي قد تشكل خطورة على الصحة النفسية.
ورد هذا المشروع بناء على استجابة النقص الكبير في عدد الأخصائيين، وهو ما قام الباحث نيك جاكوبسون بتأكيده، وأشار إلى أن زيادة عدد المختصين سيكون ليس كافيًا من أجل تلبية الطلب الحالى على الدعم النفسي.
وعلى مدار نحو ست سنوات، عمل الفريق على تطوير "تيرابوت"، حيث بدأوا باستخدام نصوص استشارية ومقاطع تدريبية، ثم انتقلوا إلى نماذج محادثة مُصممة يدويًا لضمان جودة الردود.
ورغم أن الأداة لا تزال قيد التطوير، أظهرت دراسة سريرية أولى أجريت في مارس الماضي تحسنًا ملحوظًا لدى مرضى يعانون من القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل عند استخدامهم "تيرابوت".
تقوم بعض فرق البحث حاليًا بإجراء تجارب إضافية لمقارنة فعالية "تيرابوت" مع العلاج النفسي التقليدي، بينما ترى الجمعية الأميركية لعلم النفس مستقبلًا واعدًا لمثل هذه الأدوات، تؤكد على ضرورة الاختبار العلمي قبل تعميم استخدامها، خاصة أن معظم الأدوات الحالية في السوق لم تطور تحت إشراف مختصين.
وعلى الرغم من المخاوف من أن بعض هذه البرامج تسعى فقط لتحقيق أرباح من خلال جذب المستخدمين، فإن مطوري "تيرابوت" يصرون على إبقاء مجانياً وغير ربحي، بهدف توفير الدعم النفسي لمن لا يستطيعون تحمّل تكاليف العلاج، مع التركيز على السلامة والفاعلية قبل الإطلاق الرسمي.