الصباح العربي

جدل واسع بسبب جلسة تصوير لعروسين داخل مسجد والأزهر يوضح الموقف الشرعي

الأحد 18 مايو 2025 04:17 مـ 20 ذو القعدة 1446 هـ
جلسة تصوير لعروسين داخل ساحة أحد المساجد
جلسة تصوير لعروسين داخل ساحة أحد المساجد

أشعلت صور لعروسين خلال جلسة تصوير أقيمت في ساحة أحد المساجد موجة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ظهرا وهما يحملان المصحف ويؤديان حركات تشبه الصلاة.

وأثارت هذه اللقطات، التي انتشرت على نطاق واسع، حالة من الانقسام بين المستخدمين، حيث عبّر كثيرون عن رفضهم لما وصفوه بتعدٍّ على قدسية المسجد، بينما دافع آخرون عن تصرف العروسين معتبرين أنه نابع من رغبة في نيل البركة، رغم عدم ملاءمة المكان لهذا النوع من الجلسات.

وتفاوتت ردود الفعل بين من وصف الواقعة بأنها تجاوز وأضح لأداب بيوت العبادة، ومن رأى أن النية الحسنة قد تكون حاضرة، ما يستدعي التوجيه برفق دون التشهير أو القسوة في النقد.

وأكد الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن ما جرى يمثل خروجًا عن الدور الذي حُدد للمساجد في القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لم تُبنَ المساجد لهذا، إنما بنيت لذكر الله والصلاة"، موضحًا أن تحويل المسجد إلى مكان للتصوير يعد انتقاصًا من احترامه وهو أمر مرفوض شرعًا.

في المقابل، رأى الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه والشريعة بجامعة الأزهر، أن الحكم على الواقعة يتطلب النظر إلى النيات، لافتًا إلى أن الدين يدعو إلى توجيه الناس بالحسنى، وأضاف أن المقصود من بناء المساجد هو ذكر الله كما ورد في قوله تعالى: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ"، مشيرًا إلى أن الإعلان عن الزواج في المسجد أمر جائز، لكن لا ينبغي أن يتم بصورة تمس قدسية المكان.

ودعا كريمة إلى التعامل مع هذه المواقف بالحكمة والموعظة الحسنة، مطالبًا بعدم الانزلاق إلى حملات التشهير أو الغضب غير المبرر، خاصة إذا كان الدافع نابعًا من نية صادقة.