الصباح العربي

من المخدر إلى الطعنة: ليلة سقوط اللواء اليمني في قلب الجيزة... وتغيير مصير القاتل من الإعدام إلى المؤبد

الأحد 18 مايو 2025 05:38 مـ 20 ذو القعدة 1446 هـ
اللواء حسن العبيدي
اللواء حسن العبيدي

وقف الشاب ذو الـ29 عامًا داخل قفص الاتهام لا يرتجف، لكنه لم يرمش سمع القاضي ينطق بالحكم الجديد: "السجن المؤبد بدلًا من الإعدام" لم يتنفس فقط أرخى كتفيه وكأن روحه عادت إليه بعد أن غادرت حين صدر الحكم الأول بإعدامه شنقًا، في جريمة شغلت الرأي العام وأثارت علامات استفهام حول ما حدث داخل شقة في بولاق الدكرور.

لم تكن الجريمة وليدة لحظة. بل خطط لها أربعة، بينهم فتاتان بالكاد تجاوزتا الطفولة، وفقًا للتحقيقات، جلسوا يتقاسمون الأدوار: المتهمتان الثالثة والرابعة تجهزان مشروبًا يحتوي على عقار مهدئ قوي يدعى "كلوزابين"، هدفه إسقاط الهدف دون مقاومة، الهدف: مسؤول عسكري يمني يقيم وحده، بعيدًا عن الأضواء.

في اللحظة التي بدأ فيها تأثير العقار يظهر على جسد المجني عليه، كانت الشقة قد تحولت إلى فخ مغلق، دخل المتهمان الأول والثاني، يحملان السلاح الأبيض، ولا وقت للتراجع. طعنات متتالية، فم مكمم، يدان موثقتان، وسكون مميت لم تكن مجرد سرقة، بل قرار بإزهاق روح.

التقرير الطبي حسم المشهد: إصابات بالغة أدت إلى الوفاة، طعنات نافذة، وآثار تقييد وخنق. لم يكن هناك شك في نية القتل، فكل تفصيلة في جسد الضحية تروي قصة لم تُسمع بعد، لكن القانون استمع لها جيدًا.

المحكمة لم تكتف بتخفيف الحكم عن المتهم الأول فقط، بل وزعت أحكامها كأنها تقرأ سيناريو النهاية: السجن المشدد 15 عامًا للمتهم الثاني والفتاة القاصر ذات الـ16 عامًا، والمؤبد للمتهمة الثالثة، أما الخامسة، فقد خرجت ببراءة، بعدما أثبتت الأوراق أنها لم تكن شريكة في الدم، بل فقط أخفت ما سُرق.

رغم أن الإعدام قد سقط من عنق المتهم الأول، فإن المؤبد لا يعني النجاة. فقد ترك خلفه ضحيةً فقدت حياته، ودولة فقدت أحد ممثليها، وقضية ستظل عالقة في ذاكرة القضاء، كصفحة سوداء من صفحات الجرائم المركبة التي تبدأ بكوب مشروب… وتنتهي بأبشع طعنة.