الإسماعيلي يستغيث: ”أنقذوا الأندية الجماهيرية قبل فوات الأوان”

في مشهد يعكس عمق الأزمة التي تمر بها بعض رموز الكرة المصرية، رفع نادي الإسماعيلي صوته عاليًا داخل قاعة اجتماع رابطة الأندية، لا ليطلب ميزة أو استثناء، بل لينقذ ما تبقى من روح الكرة الشعبية التي كانت يومًا ما مصدر فخر الملاعب المصرية.
نصر أبو الحسن، رئيس النادي، لم يتحدث بلغة الأرقام فقط، بل بلغة التاريخ والوجدان، مؤكدًا أن النادي يواجه موسمًا هو الأصعب في تاريخه، بداية من رحيل المدرب إيهاب جلال بشكل مفجع قبل انطلاق المسابقة، مرورًا بإيقاف القيد، وضربات موجعة للإصابات، وانتهاءً بمطالبات تسديد مديونيات دولية تتجاوز 9 ملايين دولار.
"هل يُعقل أن نعامل كيانًا بحجم الإسماعيلي كفريق عابر؟"، كان هذا تساؤله الصادم، في وقت تتجه فيه البوصلة الكروية لصالح أندية الشركات والموازنات المفتوحة، بينما تُترك الفرق التاريخية تكافح وحدها وسط أمواج لا ترحم، بلا ستر ولا شراع.
وتساءل أبو الحسن: "هل الهبوط أصبح معيارًا للعدالة، أم وسيلة للتخلص من الأندية الجماهيرية التي تشكل ذاكرة الكرة المصرية؟"، محذرًا من أن غياب فرق بحجم الإسماعيلي لن يكون خسارة فنية فقط، بل طعنة في قلب شعبية اللعبة ومكانتها في وجدان الناس.
رابطة الأندية وجدت نفسها أمام مفترق طرق: إما أن تواصل إدارة المسابقة من منظور جاف للأرقام، أو أن تُدخل بُعدًا إنسانيًا واستراتيجيًا يحافظ على التوازن بين الاحتراف وقيم الكرة المصرية.
الاجتماع الذي بدأ بمناقشات فنية حول جدول الدوري وعدد الجولات، تحوّل إلى نداء استغاثة من نادٍ يرفض أن يُختزل تاريخه في صفحة هبوط... بل يطلب فقط عدالة تُنصف الماضي وتصون المستقبل.