الصباح العربي

اعتزال سعاد حسني.. السر الذي أخفته السندريلا 10 سنوات وكشفه ”شرخ إجهادي”

الإثنين 26 مايو 2025 05:10 مـ 28 ذو القعدة 1446 هـ
سعاد حسني
سعاد حسني

في واحدة من أكثر القصص المؤثرة في تاريخ السينما المصرية، كشفت تفاصيل جديدة عن اعتزال سعاد حسني المفاجئ، الذي لم تعلنه رسميًا، لكنها اختارت أن تبتعد بهدوء عن الأضواء، بعد أن أنهكها المرض وأدخلها في دوامة الألم والعزلة، لتبقى السندريلا حبيسة وجع الجسد وصمت السنين.

بدأت معاناة سعاد حسني بعد عرض آخر أفلامها "الراعي والنساء" عام 1991، حيث بدأت الآلام تشتدّ في عمودها الفقري، ما أجبرها على الانسحاب التدريجي من الساحة الفنية، وسط تساؤلات من جمهورها ومحبيها عن سبب الغياب الغامض، دون أن يعرف أحد وقتها أن السبب الحقيقي هو إصابة دقيقة في العمود الفقري تُعرف طبيًا بـ"الشرخ الإجهادي".

السندريلا التي لطالما خطفت القلوب بأدوارها البريئة والاستعراضية، كانت تُعاني في صمت، وفضّلت ألا تظهر أمام الجمهور وهي في أضعف حالاتها، بل قالت في مكالمة نادرة مع الكاتب محمود مطر: "أنا تعبانة ومش هقدر أطلع للناس كده... الفنان لازم يظهر وهو في أحسن حالاته"، هذه الكلمات حملت كل معاني الألم والتمسك بالأمل.

وكشفت حسني لاحقًا أن هذا الشرخ الإجهادي في العمود الفقري سببه إصابة قديمة تعود لطفولتها، حين سقطت من على السلم، ولم تظهر آثارها الخطيرة إلا بعد سنوات طويلة من الأداء الفني والرقص والاستعراض، الذي تطلّب جهدًا بدنيًا هائلًا وأدى إلى تفاقم حالتها الصحية.

خضعت سعاد حسني لجراحة سابقة في عمودها الفقري، لكنها كانت بحاجة إلى جراحة جديدة دقيقة، لم يُحدد موعدها وقتها بسبب المخاطر العالية المرتبطة بها، وهو ما جعلها تدخل مرحلة من العلاج في لندن، بعيدًا عن الإعلام، خوفًا من نظرات الشفقة، وتمسكًا بصورة السندريلا المشرقة في أذهان جمهورها.

وقالت سعاد: "لو قعدت أتعب، لو وقفت أتعب.. الآلام لا تطاق، لكن لسه عندي أمل أرجع لجمهوري.. أنا بحب فني، ومش قادرة أتخلى عنه"، هذه الرغبة الجارفة للعودة كانت وقودها في رحلة علاج طويلة، لكنها كانت أيضًا السبب في عدم تقبلها للواقع المؤلم بسهولة.

ورغم اختفائها عن الكاميرات، فإن سعاد حسني لم تغب عن القلوب، وظلت سيرتها تتردد، وحكاية مرضها تعكس صراعًا إنسانيًا نادرًا، بين فنانة لا ترضى أن تُرى منكسرة، وبين جسد يُعاندها ويُرهقها في كل حركة.

رحلت السندريلا بعد سنوات من الألم والمعاناة، لكن قصتها مع المرض والعزلة والشرخ الإجهادي تظل واحدة من أكثر الحكايات إنسانية وتأثيرًا في حياة نجمات الفن المصري، حيث ظل السبب الحقيقي لاختفائها طيّ الكتمان حتى فُتح الباب أخيرًا لكشف الحقيقة التي أخفتها بابتسامة صامدة.