• الرئيسية
• الرياضة

اجتاحت جماهير ليفربول شوارع المدينة في احتفالية استثنائية، عقب فوز الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة العشرين في تاريخه، ليعادل الرقم القياسي الذي يحمله غريمه مانشستر يونايتد، وسط أجواء جماهيرية صاخبة امتزج فيها الفخر بالمجد الكروي المنتظر منذ سنوات.

انطلقت مظاهر الاحتفال ظهر الاثنين 26 مايو 2025، حيث تحولت المسيرة الجماهيرية إلى مهرجان كبير رغم الطقس المتقلب، وامتلأت الطرقات بأمواج من المشجعين الذين تدفقوا من مختلف المناطق مرددين الهتافات ورافعين الأعلام الحمراء، في مشهد حبس الأنفاس وفرض حضورًا مميزًا على المدينة بأكملها.

تحركت الحافلة المكشوفة التي أقلّت لاعبي الفريق من منطقة "أليرتون ميز" جنوب ليفربول في تمام الساعة 2:30 ظهرًا، وجابت مسارًا امتد لمسافة 15 كيلومترًا وصولًا إلى "بلانديل ستريت" في الشمال، مرورًا بشوارع رئيسية ككوينز درايف وإزلنغتون وليدز ستريت، وسط طوفان بشري غطى الأرصفة وواجهات المباني، بينما انتشرت الأهازيج والدخان الأحمر في الأجواء، وأطلقت العائلات الزغاريد من النوافذ احتفالًا بالتتويج.

اصطفت الجماهير على جانبي الطريق منذ ساعات الصباح الأولى، خاصة في مناطق مثل "ذا ستراند" التي شهدت أكبر تجمع، وتحولت المدينة إلى لوحة فنية نابضة بألوان النادي، بينما ارتفعت أصوات الأغاني التي باتت تُردد كأناشيد شعبية، في طقس احتفالي غير مسبوق.

تلقى المدير الفني الهولندي أرني سلوت استقبالًا أسطوريًا من المشجعين، بعد أن قاد الفريق نحو اللقب في أول موسم له مع النادي، حيث صعد إلى سطح الحافلة وتفاعل مع الجماهير بابتسامة عريضة، مؤكدًا في تصريح مقتضب: "عشنا موسمًا استثنائيًا، اللاعبون قاتلوا ولم يقبلوا بالهزيمة، وقد حصدنا نتيجة هذا الإصرار"، ثم توجه للجماهير بصوت مرتفع قائلًا: "ارفعوا الصوت، أنتم الأبطال!".

وشهد العرض مشاركة لافتة لمنسق الأغاني العالمي كالفن هاريس، الذي صعد إلى الحافلة ورافق اللاعبين خلال المسيرة، حيث ألهب الأجواء بأغنية "One Kiss" التي أصبحت شعارًا غير رسميًا للمشجعين، وأكد في تصريح سريع: "لم أشارك في احتفال بهذا الحجم من قبل، عندما تلقيت الدعوة من فان دايك لم أتردد لحظة، وكان شرفًا لي أن أكون معهم في هذه اللحظة التاريخية".

تزامنت مشاهد الاحتفال مع تفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تناقل المشجعون مقاطع الفيديو التي وثقت الهتافات الجماعية والرقصات الجماهيرية التي عمّت شوارع المدينة، فيما لم تمنع زخات المطر المتفرقة الجماهير من مواصلة الاحتفال حتى نهاية المسيرة.

وكان ليفربول قد توّج باللقب رسميًا على ملعب أنفيلد يوم الأحد، بعد التعادل مع كريستال بالاس بنتيجة 1-1، حيث سلّم آلان هانسن الكأس للقائد فيرجيل فان دايك وسط ممر شرفي من لاعبي الفريقين، في حضور جماهيري كامل العدد.

وشهدت المدينة تدفقًا هائلًا من الزوار، وعبّر أحد المشجعين القادمين من جبل طارق عن مشاعره قائلًا: "ما أراه اليوم يفوق الخيال، انتظرت هذه اللحظة طويلًا، وهي واحدة من أسعد لحظات حياتي".