نهائي دوري أبطال أوروبا - هل يكتب إنزاغي التاريخ مع إنتر ميلان أمام باريس سان جيرمان؟

يواصل سيموني إنزاغي، المدير الفني لإنتر ميلان، مشواره التاريخي مع الفريق الإيطالي، حيث بات على بُعد انتصار واحد فقط من حجز مكانه بين نخبة المدربين في تاريخ النادي العريق.
ويخوض إنزاغي تحديًا صعبًا يوم السبت المقبل، عندما يصطدم فريقه بباريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا، وهي مواجهة تُمثل فرصة مثالية لتعويض إخفاق الدوري المحلي الذي خسره لصالح نابولي.
منذ أن تولى القيادة الفنية في عام 2021، نجح إنزاغي في إعادة إنتر إلى الواجهة الأوروبية، ووصوله إلى النهائي القاري للمرة الثانية خلال 3 مواسم يعكس حجم الإنجاز الذي حققه في ظل ظروف صعبة.
وعانى المدرب البالغ من العمر 48 عامًا من أزمات مالية حادة أثرت بشكل مباشر على قدرة النادي في سوق الانتقالات، مقارنة بخصمه المقبل الذي يحظى بدعم مالي قطري واسع.
رغم ذلك، يدخل إنزاغي النهائي المرتقب بفرص أوفر من تلك التي امتلكها في نهائي إسطنبول عام 2023، حين سقط أمام مانشستر سيتي بصعوبة بهدف دون رد.
وعقب تتويجه بالدوري الإيطالي في الموسم قبل الماضي، واجه إنتر تغييرات إدارية كبيرة بعد استحواذ شركة أوكتري الأميركية على النادي إثر فشل ملاكه السابقين، مجموعة سونينغ، في سداد ديون بلغت قرابة 395 مليون يورو.
خلال الميركاتو الصيفي، لم يقم النادي بصفقات ضخمة، إذ اكتفى بالتعاقد مع الإيراني مهدي طارمي والبولندي بيوتر جيلينسكي بصفقات مجانية، إلى جانب ضم الحارس جوزيب مارتينيز مقابل حوالي 13 مليون يورو، واستعارة نيكولا زاليفسكي في الشتاء من روما.
رغم تواضع الأسماء، لم يكن أي من هؤلاء اللاعبين الخيار المفضل لإنزاغي، حيث لم يتمكن طارمي من تسجيل سوى هدفين، وكلاهما من علامة الجزاء في انتصارين عريضين على النجم الأحمر وليتشي.
انعكست قلة الخيارات الهجومية وتراجع مستوى البدلاء على أداء الفريق، خاصة مع الجهد البدني الكبير الذي تطلبه مشوار دوري الأبطال.
لكن إذا ما قاد إنزاغي فريقه للتتويج باللقب الأوروبي، فسيضيف بطولة استثنائية إلى خزينته مع إنتر، التي تضم لقبًا واحدًا في الدوري الإيطالي، و3 كؤوس في إيطاليا، و3 بطولات سوبر محلي.
بدأ إنزاغي رحلته التدريبية مع لاتسيو قبل 9 أعوام، وترك بصمته سريعًا بعد أن قاد الفريق إلى نهائي كأس إيطاليا، وضمن له التواجد في المنافسات الأوروبية.
ورغم تفوق روما في تسليط الأضواء على العاصمة الإيطالية، إلا أن إنزاغي تمكّن من تحقيق نتائج ملفتة، مثل الفوز بكأس إيطاليا في 2019، ولقبي سوبر محلي، والتأهل إلى دوري الأبطال في 2020، ما دفع إدارة إنتر لضمه خلفًا لأنطونيو كونتي.
تسلّم إنزاغي المهمة في توقيت حساس، عقب مغادرة كونتي ورحيل نجوم مثل لوكاكو وحكيمي، اللذين شكّلا عمودًا فقريًا في تتويج الفريق بالسكوديتو، وسيواجه أحدهما، حكيمي، في النهائي القاري.
على خلاف سلفه، لم يبالغ إنزاغي في الاعتراض على رحيل النجوم، بل اعتمد على ضم بدائل أقل تكلفة، مع التركيز على بناء تماسك جماعي عزز من قوة الفريق.
في حال تُوّج باللقب القاري، فإن إنزاغي سيحفر اسمه في الذاكرة الإنترية إلى جانب رموز تدريبية خالدة، أبرزهم هيلينيو هيريرا، بطل أوروبا مرتين في الستينات، وجوزيه مورينيو، صاحب الثلاثية التاريخية في 2010.