• الرئيسية
• الرياضة

يدخل المنتخب العراقي مساء الخميس 5 يونيو 2025 مواجهة مصيرية أمام نظيره الكوري الجنوبي، في إطار المرحلة قبل الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، حيث يستضيف "أسود الرافدين" منافسهم الآسيوي على أرض ملعب البصرة الدولي، وسط أجواء مشحونة بالتوتر والطموح، بينما تتجه الأنظار إلى هذا اللقاء الذي قد يعيد العراق إلى الطريق المؤدي نحو المشاركة الثانية في تاريخه بالنهائيات العالمية.

القنوات الناقلة لمباراة العراق وكوريا الجنوبية اليوم في تصفيات آسيا لكأس العالم مع الموعد 2026

يخوض العراق اللقاء وهو في المركز الثالث ضمن المجموعة الثانية برصيد 12 نقطة، متأخرًا بأربع نقاط عن كوريا الجنوبية المتصدرة، ونقطة واحدة فقط خلف الأردن، بينما تلاحقه عمان من المركز الرابع بفارق نقطتين، ما يجعل هامش الخطأ في هذه المرحلة ضيقًا للغاية، ويُحتم على الفريق العراقي انتزاع الفوز لتعديل خارطة التأهل قبل جولة واحدة من نهاية المرحلة الحالية.

لا يملك المنتخب العراقي سوى مشاركة مونديالية واحدة في تاريخه تعود لعام 1986، ويأمل في كسر هذا الغياب الطويل، خصوصًا في ظل اقتراب المنافسة من مراحلها الحاسمة، حيث يؤدي أي تراجع في النتائج إلى دفع المنتخب باتجاه الملحق القاري، الذي يفرض تحديات أصعب بسبب طبيعة المنافسات الخارجية وسيناريوهاتها المعقدة، فضلًا عن احتمالية خوض المباريات على أراضٍ محايدة.

بعد خسارته غير المتوقعة أمام فلسطين في عمّان بنتيجة 2-1، قرر الاتحاد العراقي تغيير القيادة الفنية بإقالة المدرب الإسباني خيسوس كاساس وتكليف الأسترالي غراهام أرنولد بإدارة الفريق بشكل عاجل، دون منحه وقتًا كافيًا لإجراء تجارب ودية أو اختبار اللاعبين، إذ بدأ التحضيرات عبر معسكر داخلي في البصرة انطلق منذ أواخر مايو الماضي، في محاولة لترتيب الصفوف سريعًا قبل هذه المواجهة المصيرية.

تعقّدت حسابات التشكيل العراقي بسبب غياب عدد من الأسماء البارزة، أبرزهم المهاجم أيمن حسين الموقوف، إلى جانب إصابات طالت زيدان إقبال، وأمجد عطوان، ومنتظر ماجد، ومصطفى سعدون، ما أجبر الجهاز الفني الجديد على اللجوء إلى خيارات بديلة، شملت ضم المهاجم علي الحمادي من الدوري الإنجليزي، واللاعب الشاب محمد جواد، إلى جانب إعادة لاعبي الوسط محمد قاسم، حسن عبد الكريم، وسجاد جاسم.

يعتمد المنتخب العراقي أيضًا على مجموعة من العناصر التي تقدم مستويات مميزة في الفترة الأخيرة، مثل يوسف الأمين، إبراهيم بايش، ومهند علي "ميمي"، إلى جانب لاعب الوسط أمير العماري والجناح السريع علي جاسم، فيما عاد سعد ناطق لتعزيز خط الدفاع، بينما يواصل الحارس المخضرم جلال حسن تولي مسؤولية حماية المرمى، مستفيدًا من حالة الاستقرار النسبي التي يعيشها الخط الخلفي.

في الوقت ذاته، تنطلق مباراة الأردن وعُمان في توقيت متزامن، حيث تؤثر نتيجتها بشكل مباشر على وضعية العراق، إذ يضمن "النشامى" التأهل في حال فوزهم وتعثر العراق أمام كوريا، بينما تحتاج كوريا الجنوبية لنقطة واحدة فقط لتلحق بركب المتأهلين رفقة اليابان وإيران، أما خسارتها فتجعل حسم التأهل معلقًا حتى الجولة الأخيرة، التي تواجه فيها الكويت متذيلة الترتيب.

يقود المنتخب الكوري المدرب هونغ ميونغ بو، ويضم فريقه مجموعة متمرسة اعتادت المشاركة في كأس العالم بانتظام، لكن الظروف التنافسية في المجموعة الثانية، بالإضافة إلى أجواء ملعب "جذع النخلة" ودعم الجمهور العراقي، قد تفرض تحديات غير معتادة على "محاربي التايغوك"، الذين يدركون أن الخطأ في هذه المرحلة قد يُكلفهم الكثير.

تاريخيًا، لم ينجح العراق في تحقيق أي فوز رسمي أمام كوريا الجنوبية عبر 13 مواجهة جمعتهما، حيث انتصر الكوريون في ثمانٍ منها، وانتهت خمس بالتعادل، ما يمنح الضيوف أفضلية معنوية، في حين يسعى العراقيون إلى كسر هذا النحس التاريخي في توقيت بالغ الحساسية، قد يرسم ملامح مرحلة جديدة لكرة القدم العراقية.

المباراة ستنطلق عند الساعة 21:15 بتوقيت بغداد، وتنقلها قناتا "بي إن سبورتس 2" و"الكأس 6"، بصوت المعلقين عامر الخوذيري وأحمد الطيب، بينما يديرها الحكم الياباني يوسوكي أراكي، في ليلة كروية ترقبها الجماهير بشغف، آملين أن يكتب التاريخ فصلًا جديدًا في مسيرة المنتخب العراقي.