صافرة يابانية تثير القلق.. حكم مباراة العراق اليوم ضد كوريا الجنوبية في تصفيات كأس العالم 2026

يترقب الشارع الرياضي العراقي مواجهة نارية تجمع منتخب بلاده بنظيره الكوري الجنوبي، مساء اليوم الخميس، ضمن الجولة التاسعة من المرحلة الثالثة لتصفيات قارة آسيا المؤهلة لمونديال 2026، إذ تتركز الأنظار ليس فقط على نتيجة اللقاء، بل أيضًا على هوية الحكم الياباني الذي أوكلت إليه مهمة إدارة هذا اللقاء المفصلي.
يخوض المنتخب العراقي اللقاء على ملعب “جذع النخلة” في البصرة، وهو يدرك أن أي فقدان للنقاط أمام كوريا الجنوبية ثم أمام الأردن في الجولة الأخيرة قد يبعده عن طريق التأهل المباشر ويزج به في معترك الملحق، حيث يحتل العراق المركز الثالث برصيد 12 نقطة، متأخرًا بأربع نقاط عن كوريا صاحبة الصدارة، ونقطة واحدة خلف الأردن، بينما يبتعد بفارق نقطتين فقط عن عُمان.
اتجه الاتحاد العراقي إلى تغيير فني بعد الهزيمة المفاجئة أمام فلسطين في عمان بنتيجة 2-1، حيث أنهى عقد الإسباني خيسوس كاساس وعيّن الأسترالي غراهام أرنولد لقيادة المرحلة الحاسمة، لكن الوقت الضيق لم يسمح بإقامة مباريات ودية، واكتفى المنتخب بمعسكر تدريبي بدأ في 25 مايو بمدينة البصرة دون تجارب تحضيرية.
يعتقد العديد من المتابعين أن إشراك المدرب الجديد مباشرة في مباراة رسمية بهذا الحجم من دون فترة إعداد كافية، يعكس مخاطرة قد تكون مكلفة، غير أن واقع المجموعة فرض على أرنولد التعامل مع ظروفه الحالية ومواجهة الضغوط المزدوجة المتمثلة في ضرورة الفوز وتقديم أداء مقنع.
تُظهر الحسابات أن انتصار الأردن على عُمان بالتزامن مع خسارة العراق أمام كوريا، سيمنح "النشامى" بطاقة تأهل تاريخية إلى النهائيات، ما يزيد من أهمية اللقاء الذي لا يحتمل التهاون، خصوصًا أن أصحاب المركزين الثالث والرابع سينتقلون إلى الدور الرابع من التصفيات، وهو ما يفتح نافذة أمل في حال لم تسفر المباراتان عن النتائج المرجوة لأسود الرافدين.
يعاني المنتخب العراقي من غيابات مؤثرة أبرزها المهاجم أيمن حسين بداعي الإيقاف، إضافة إلى إصابات ضربت عددًا من الركائز مثل زيدان إقبال وأمجد عطوان ومنتظر ماجد ومصطفى سعدون، ما أجبر أرنولد على استدعاء أسماء جديدة لتعويض النقص العددي في التشكيلة.
استدعى الجهاز الفني علي الحمادي مهاجم إيبسويتش تاون الإنجليزي بعد تجربة قصيرة مع ستوك سيتي، كما ضم المهاجم الواعد محمد جواد من القوة الجوية، إلى جانب عودة محمد قاسم من النجف، وحسن عبد الكريم لاعب الزوراء، وسجاد جاسم من الشرطة، لتعزيز خيارات الوسط والهجوم.
يراهن المنتخب على عناصر تنشط خارج البلاد، منها يوسف أمين لاعب الوحدة السعودي، وإبراهيم بايش نجم الرياض، بالإضافة إلى هداف الدوري المحلي مهند علي من الشرطة، كما يعول أرنولد على لاعب الوسط أمير العماري المحترف في بولندا، والجناح علي جاسم من الميره سيتي الهولندي، بينما يحافظ جلال حسن على موقعه في حراسة المرمى، مع عودة سعد ناطق لدعم خط الدفاع بعد غياب طويل.
في سياق آخر، كشف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن إسناد المباراة إلى الحكم الياباني يوسوكي أراكي، الذي لم يسبق له إدارة أي مواجهة لمنتخب العراق، ما أثار بعض القلق لدى الجمهور بشأن قدرته على التعامل مع الضغط العالي للمواجهة، خاصة أن تاريخه لا يتضمن عددًا كبيرًا من اللقاءات المصيرية في البطولات الكبرى.
بدأ أراكي مسيرته التحكيمية عام 2016، ونال الشارة الدولية من "فيفا" في العام التالي، ومنذ ذلك الحين ظهر في 346 مباراة على مستوى مختلف البطولات، أشهر خلالها 919 بطاقة صفراء، وأخرج 45 بطاقة حمراء، كما احتسب 75 ركلة جزاء، وسبق له التواجد في مباريات بالدوري الرديف الإنجليزي، والدوري النمساوي، ومسابقة الدوري الأميركي هذا الموسم.
تُقام المباراة في تمام الساعة 21:15 بتوقيت بغداد، وتنقلها قناتي beIN Sports 2 HD والكاس 6 HD، ويعلق عليها كل من عامر الخوذيري وأحمد الطيب، وسط ترقب واسع من الجماهير التي تتطلع إلى عودة الانتصارات، خاصة أن التاريخ لا يصب في صالح العراق الذي لم يحقق أي فوز على كوريا الجنوبية في 13 مواجهة سابقة، انتهت 8 منها بانتصارات كورية، مقابل 5 تعادلات فقط.