بين علاج نادر ونشاط ذهني متجدد: كيف يعزز ”المُركَب الأزرق” الدماغ ويحفز طاقته؟

في الآونة الأخيرة، اجتاحت الأخبار مادة كيميائية تُدعى "أزرق الميثيلين" تروَّج على نطاق واسع كمكمل غذائي يعزز القدرات العقلية، يزعم مستخدموها أنها تضيء شرارة النشاط الذهني، تعزز الحفظ والاستيعاب، ترفع من حدة التركيز، وتبدد غيوم الضباب الذهني التي تعكر صفو التفكير.
هذا المركب، هو صبغة صناعية تظهر على هيئة مسحوق أخضر داكن، يتحول إلى لون أزرق غامق عند إذابته في الماء، خلافًا لبعض أصباغ الطعام الصناعية التي قد تثير ردود فعل مناعية ضارة، فإن "أزرق الميثيلين" ينتمي إلى عائلة مختلفة لا يُعتقد أنها تسبب هذه الأضرار.
طبيًا، يُستخدم أزرق الميثيلين لعلاج اضطراب نادر في الدم يُسمى ميثيموغلوبينية الدم، حيث يتغير شكل الهيموغلوبين داخل كريات الدم الحمراء، فيفقد قدرتَه على حمل الأكسجين.
أما على صعيد الدماغ، فيستطيع المركب عبور حاجز الأنسجة المحيط به، ويُعتقد أنه يحمي الميتوكوندريا – مركز توليد الطاقة داخل الخلايا – مما قد يعزز إنتاج الطاقة ويقوي أداء الخلايا الدماغية.
ورغم أن الغالبية العظمى من الأبحاث التي استقصت تأثير هذا المركب أجريت على نماذج حيوانية وخلايا مأخوذة في المختبر، يبقى الباب مفتوحًا أمام دراسات موسعة لتأكيد مدى فعاليته وسلامته عند الإنسان.
فإن "أزرق الميثيلين" مركب واعد قد يكون مفتاحًا لتحسين وظائف الدماغ، ولكن الأبحاث مستمرة لفهم دوره الحقيقي وتأثيره الآمن على الإنسان.