انخفاض خفيف في أسعار النفط اليوم وانتظار الاتفاقات التجارية (الأمريكية-الصينية)
في تداولات اليوم الإثنين 9 يونيو 2025، شهدت أسعار النفط هبوطًا محدودًا، مع بقائها محافظة على معظم المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي، بينما يترقب المستثمرون بفارغ الصبر انطلاق مباحثات تجارية حاسمة بين واشنطن وبكين في لندن، التي يعلق عليها أمل كبير في دفع عجلة الاقتصاد العالمي وتنشيط الطلب على الطاقة.
تراجع سعر خام برنت بخفة، حيث خسر 6 سنتات ليهبط إلى 66.41 دولارًا للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 4 سنتات حتى بلغ سعره 64.54 دولارًا.
وكان الخامان قد سجلا انتعاشًا ملحوظًا الأسبوع الماضي، بارتفاع نسبته 4% لبرنت و6.2% لخام غرب تكساس، مع بزوغ آفاق جديدة من خلال تجدد التفاؤل بمحادثات تجارية بين أكبر اقتصادين عالميين.
يرجع هذا التحسن إلى ارتفاع ثقة المستثمرين نتيجة مؤشرات على تهدئة التوترات التجارية، خاصة بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، إلى جانب نتائج تقرير الوظائف الأمريكي الذي أظهر ثبات معدل البطالة في مايو، مما عزز التوقعات بإمكانية تخفيض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يؤثر إيجابيًا على أسواق الطاقة.
في المقابل، أظهرت بيانات صينية انخفاضًا في نمو الصادرات لأدنى مستوى خلال ثلاثة أشهر، نتيجة فرض الرسوم الأمريكية، وتراجع واردات النفط الخام إلى أدنى مستوياتها خلال أربعة أشهر بسبب أعمال صيانة في المصافي، فضلاً عن استمرار الضغوط على أسعار المنتجين التي وصلت لأدنى مستوياتها في عامين، ما يزيد من التحديات الاقتصادية في الصين.
ومع ذلك، يظل المستثمرون متفائلين بشأن احتمال التوصل لاتفاق تجاري، متجاهلين المخاوف من زيادة محتملة في إنتاج "أوبك+" بعد إعلانها عن زيادات كبيرة في يوليو، حيث حذرت تقارير بحثية مثل تقرير "HSBC" من أن زيادة الإنتاج المتسارعة قد تؤدي إلى ضغوط هبوطية على أسعار النفط في الربع الأخير من 2025، وهو ما أكدت عليه أيضًا مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس".
وفي الوقت نفسه، تلقى خام غرب تكساس دعمًا من اضطرابات الإنتاج في كندا بسبب حرائق الغابات، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب المحلي على الوقود في الولايات المتحدة مع بداية موسم القيادة الصيفي، وسط انخفاض عدد الحفارات النفطية الأمريكية، مما يشير إلى احتمال تباطؤ الإنتاج مستقبلاً.
وكشفت أرقام شركة "بيكر هيوز" عن هبوط نشاط الحفارات النفطية في الولايات المتحدة بعد فقدان 9 حفارات نشطة، ليصل الإجمالي الأسبوع الماضي إلى 442، مما يعكس إشارة أولية قد تنذر بتباطؤ محتمل في إنتاج النفط الأمريكي في المستقبل القريب.