الصباح العربي

عبء لا يرى.. كيف تتحرر الأمهات من ثقل الارتكاز العاطفي؟

السبت 14 يونيو 2025 01:09 مـ 17 ذو الحجة 1446 هـ
الأمهات
الأمهات

تشعر الأمهات غالبًا بالاعتزاز لكونهن الملجأ الأول لعائلاتهن في الأوقات الصعبة أو عند مواجهة أي سؤال، وهذا الإحساس نابع من طبيعة الأم النفسية والجسدية.

لكن هذا الدور، رغم مكانته العاطفية، يحمل في طياته عبئًا نفسيًا لا يرى بالعين لكنه يثقل القلب والعقل مع مرور الوقت.

ورغم أن الحديث عن "العبء العقلي" الذي تتحمله الأمهات بدأ منذ سنوات، لا تزال الأم في معظم البيوت، حتى الحديثة منها، تحمل دور القائد العاطفي.

وتوضح الأخصائية النفسية سوباترا توفار أن هذا التوقع موجود حتى في العائلات التي تتشارك الأدوار، وغالبًا ما ينتظر من الأم أن تكون المبادرة في تلبية الاحتياجات النفسية لكل أفراد الأسرة.

أما المعالجة ويتني غودمان، فترى أن كثيرًا من النساء يرسخن هذا الدور في داخلهن نتيجة تربية مجتمعية متجذرة.

فبمجرد معرفة الأم بحملها، يبدأ شعور غير مرئي بالمسؤولية يتشكل، ويكبر معها، حتى قبل أن يولد الطفل، بينما غالبًا ما يتراجع دور الشريك تدريجيًا، وإن كان ذلك عن حسن نية.

تصف غودمان هذه المرحلة بأنها لحظة يتحول فيها الضغط النفسي إلى جزء لا يفارق الأم، بينما تشير توفار إلى أن هذا السلوك يتحول مع الوقت إلى ما يشبه "ذاكرة عضلية"، يصعب تغييرها إلا بالوعي الذاتي والتدخل الواعي.

وتؤكد الدراسات أن الأمهات يبذلن جهد مضاعف في تفاصيل الحياة اليومية، بدءًا من متابعة مشاعر الأطفال، مرورًا بالدراسة، وحتى أصغر تفاصيل الروتين، ما يؤدي مع الوقت إلى إنهاك دائم لا يقدر كما يجب.

وترى توفار أن أول خطوة للحل تبدأ من الاعتراف بأن هذا الضغط العاطفي عمل حقيقي يجب احترامه، حتى إن لم يكن واضح أو ملموس.

وتنصح الأمهات بوضع حدود واضحة، وتخصيص وقت للرعاية الذاتية، والسماح للآخرين بتحمل المسؤولية، حتى إن لم يتقنوا الأمر كما تفعل هي.

وتختم غودمان نصيحتها بأن التوزيع العادل للمهام لا يعني تقسيمها بالنصف، بل توزيعها حسب قدرات كل طرف، ما يسهم في تخفيف الضغط ويصنع توازن واقعي.