ايران اينترنشنال في مرمى الاتهامات الإيرانية وسط تصاعد التوتر الإعلامي

استمرت قناة "إيران إنترناشونال" في إثارة الجدل إعلاميًا وسياسيًا، وجاء هذا وسط العديد من التضييقات والتهديدات الأمنية المتصاعدة التي تطال طاقمها منذ عدة سنوات، لا سيما بعد أن أصبحت أحد أهم المواقع التي تغطي كافة تطورات الأوضاع في إيران، بما في ذلك الاحتجاجات الشعبية الأخيرة التي شهدتها البلاد.
بدأت قناة "إيران إنترناشونال" ببث محتوياتها من لندن، وقد اضطرت في وقت لاحق إلى إغلاق المقر الأساسي ونقل كافة عملياتها إلى واشنطن، وذلك بعد تصاعد التهديدات الأمنية ضد الصحفيين الذين يعملون بها والاتهامات المباشرة التي وجهتها السلطات الإيرانية.
ويُذكر أن القناة رحبت بقرار السلطات البريطانية إدراج جهاز الاستخبارات الإيراني ضمن المستوى الأعلى في سجل التأثيرات الأجنبية، وهي خطوة اعتُبرت بمثابة إقرار بخطورة الأنشطة التي تستهدف إعلاميين مقيمين في بريطانيا.
وسبق أن قامت طهران بتوجيه شكاوى رسمية ضد القناة، متهمة إياها بالترويج لأجندات معادية للنظام، خاصةً في تقاريرها المتعلقة بجماعات انفصالية وأحداث دامية مثل هجوم الأهواز.
لم تقف الأزمة عند حدود الاتهامات الإعلامية، إذ شهدت بريطانيا محاولات استهداف مباشر لصحفيين يعملون في القناة، وأعلنت الشرطة البريطانية في أكثر من مناسبة عن اعتقال عناصر يُشتبه في تخطيطهم لعمليات عنف ضد طاقمها، والجدير بالذكر أن هذه التهديدات دفعت الحكومة البريطانية إلى اتخاذ تدابير أمنية مشددة.
كما أكدت "إيران إنترناشونال" التزامها بتغطية الأحداث الإيرانية بمهنية، معتبرة أن الضغط المتواصل عليها يعكس قلق النظام الإيراني من تأثير الإعلام الحر على الرأي العام داخل البلاد، وقد باتت القناة تمثل نافذة رئيسية للإيرانيين في الداخل والخارج، مما يفسر تصاعد الحملات الرسمية والإعلامية ضدها، سواء عبر القنوات الحكومية أو من خلال تحركات دبلوماسية تسعى لتقويض شرعيتها الدولية.
لذا تظهر قناة "إيران إنترناشونال" كحالة فريدة من نوعها في الإعلام الناطق بالفارسية، حيث تواجه في آن واحد تهديدات أمنية واتهامات سياسية، وفي المقابل تحظى بدعم واسع من منظمات حقوقية ومؤسسات إعلامية عالمية، ترى في استهدافها اعتداءً على حرية التعبير ومحاولة لقمع الأصوات المعارضة خارج حدود إيران.