الصباح العربي

إنريكي ضد سيميوني.. صراع الأفكار في أول قمة أوروبية بالمونديال

الأحد 15 يونيو 2025 09:24 مـ 18 ذو الحجة 1446 هـ
مباراة باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد
مباراة باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد

يفتتح باريس سان جيرمان مشواره في كأس العالم للأندية بمواجهة قوية أمام أتلتيكو مدريد، في لقاء يجمع اثنين من أبرز ممثلي القارة الأوروبية، وسط تطلعات كبيرة من أنصار الفريقين لبداية مثالية في النسخة الأولى من البطولة بالنظام الموسّع.

يخوض الفريق الباريسي اللقاء مدفوعًا بلقب دوري أبطال أوروبا الذي حسمه مؤخرًا أمام إنتر ميلان، بعد موسم مميز على المستويين المحلي والقاري، جعل مدربه الإسباني لويس إنريكي محط أنظار الإعلام العالمي، في ظل الأداء المتوازن والنتائج الملفتة التي حققها منذ انطلاق الموسم.

وتمثل هذه المباراة أول ظهور رسمي لباريس سان جيرمان في البطولة التي انطلقت مؤخرًا، حيث يتواجد ضمن المجموعة الثانية التي تضم إلى جانبه أتلتيكو مدريد، سياتل ساوندرز من الولايات المتحدة وبوتافوغو البرازيلي، ما يفرض على الفريق الفرنسي ضرورة انطلاقة قوية لضمان أفضلية مبكرة في صراع التأهل.

على صعيد التشكيلة، يواجه إنريكي معضلة الغيابات، بعد تأكد ابتعاد عثمان ديمبيلي عن المشاركة نتيجة إصابة تعرض لها في مباراة دولية مع المنتخب الفرنسي، في حين تبقى مشاركة برادلي باركولا رهينة تجاوبه الكامل مع البرنامج العلاجي، رغم إشارات إيجابية ظهرت قبل اللقاء بساعات.

من جانبه، يدخل أتلتيكو مدريد المواجهة بطموحات متجددة، بعد موسم لم يرقَ إلى مستوى التوقعات، إذ فشل في مقارعة الكبار على مستوى البطولات المحلية والقارية، رغم تدعيم الصفوف بأسماء قوية مثل جوليان ألفاريز الذي يُنتظر أن يكون أحد مفاتيح اللعب في هذا اللقاء المرتقب.

ويُعوّل المدرب دييغو سيميوني على جاهزية تشكيلته الكاملة، إذ سافر الفريق إلى الولايات المتحدة دون أي غيابات تذكر، ما يمنحه هامشًا واسعًا للمناورة واختيار العناصر الأنسب من الناحيتين البدنية والتكتيكية، في ظل شكوك تحيط بمكان أنطوان غريزمان في التشكيلة الأساسية، بعد أداء باهت قدمه في ختام الموسم.

في وسط الملعب، يُتوقع أن يدفع سيميوني بالثلاثي دي بول وباريوس وكالاغير، لضمان السيطرة في منطقة العمليات، وقطع الإمداد عن مفاتيح اللعب الباريسية، في مواجهة تتطلب أعلى درجات الانضباط الدفاعي والسرعة في التحول الهجومي.

أما باريس سان جيرمان، فمن المرجح أن يحتفظ بتوازن التشكيل الذي خاض به نهائي دوري الأبطال، مع منح الثقة للثلاثي كفاراتسخيليا وغونسالو راموس، إلى جانب احتمالية الدفع بجناح بديل لتعويض غياب ديمبيلي، في حين يحافظ خط الوسط على قوامه الأساسي بقيادة أوغارت وفيتينيا.

وتحمل المواجهة في طياتها الكثير من الأبعاد الفنية، إذ يلتقي فريق يعتمد على الاستحواذ العالي وتعدد الحلول الهجومية، بآخر يُجيد التنظيم الدفاعي ويملك خبرة كبيرة في التعامل مع المباريات الكبيرة، ما يزيد من تعقيد الحسابات قبل صافرة البداية.

يمثل هذا اللقاء فرصة لكلا الفريقين لإرسال رسالة قوية إلى منافسيهم في المجموعة، كما أنه اختبار جاد لمدى جاهزية كل طرف للتعامل مع ضغط البطولة التي تُقام في توقيت مزدحم بالمباريات، وضمن نظام لا يمنح مساحة كبيرة للتعويض.