الصباح العربي

قمة النار بين باريس وأتلتيكو.. بداية لا تعرف التراجع في مجموعة الحديد

الأحد 15 يونيو 2025 09:36 مـ 18 ذو الحجة 1446 هـ
مباراة باريس سان جيرمان وأتليتكو مدريد
مباراة باريس سان جيرمان وأتليتكو مدريد

تبدأ رحلة باريس سان جيرمان في كأس العالم للأندية بنظامها الجديد بمواجهة مرتقبة أمام أتلتيكو مدريد، في لقاء يترقبه الشارع الكروي العالمي بوصفه أول مواجهة أوروبية خالصة في البطولة التي انطلقت مؤخرًا بمشاركة 32 فريقًا من مختلف القارات.

يمثل اللقاء أول ظهور رسمي للفريق الفرنسي في البطولة العالمية بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا مطلع الشهر الحالي على حساب إنتر ميلان، في نهائي حاسم قدم فيه عرضًا قويًا عزز مكانته على الصعيد القاري، كما منح مدربه لويس إنريكي دفعة معنوية قبل الدخول في تحدٍّ جديد على مستوى عالمي.

ينافس باريس سان جيرمان ضمن المجموعة الثانية إلى جانب أتلتيكو مدريد، في مجموعة تضم كذلك سياتل ساوندرز الأمريكي وبوتافوغو البرازيلي، مما يرفع سقف المنافسة على بطاقتي العبور إلى الأدوار المتقدمة، ويجعل من المباراة الافتتاحية أمام الفريق الإسباني مقياسًا حقيقيًا لمدى جاهزية الباريسيين لمواصلة التوهج.

ورغم الحصيلة المحلية والأوروبية المبهرة، يخوض باريس اللقاء دون عدد من أبرز عناصره، حيث تأكد غياب الجناح الفرنسي عثمان ديمبيلي بعد إصابته خلال مشاركته مع منتخب بلاده أمام إسبانيا في دوري الأمم الأوروبية، كما يتواصل الغموض بشأن إمكانية إشراك برادلي باركولا الذي يعاني من إصابة عضلية، رغم مؤشرات إيجابية أظهرتها الفحوصات الأخيرة.

في المقابل، يدخل أتلتيكو مدريد المواجهة بعد موسم متقلب، بدأه بميركاتو صيفي نشيط أبرز ما فيه التعاقد مع الأرجنتيني جوليان ألفاريز، قبل أن تنتهي آماله محليًا وأوروبيًا دون تتويجات، ما يدفعه للبحث عن بداية جديدة عبر بوابة كأس العالم للأندية.

ويعوّل المدرب دييغو سيميوني على الحضور البدني والتكتيكي للاعبيه، إضافة إلى الشخصية القوية التي اعتاد فرضها في المواجهات الكبرى، حيث أبدى المدرب الأرجنتيني رغبته في المنافسة على اللقب منذ وصوله إلى الولايات المتحدة، مؤكدًا أن تمثيل أتلتيكو مدريد يعني القتال على كل بطولة يشارك فيها الفريق.

تحظى تشكيلة أتلتيكو بوفرة في العناصر الجاهزة، بعدما أكمل الفريق استعداداته دون إصابات تذكر، ما يتيح للمدرب حرية اختيار الأنسب، خاصة في ظل تراجع أداء أنطوان غريزمان في ختام الموسم، وهو ما قد يفتح الباب أمام الدفع بثنائي هجومي مكوّن من ألفاريز وسورلوث منذ البداية.

في خط الوسط، يقود رودريغو دي بول المهمة بعد أداء لافت رفقة المنتخب الأرجنتيني في فترة التوقف الدولي الأخيرة، ويشاركه باريوس وكالاغير في مهام الربط والضغط، في محاولة لفرض التوازن أمام خصم يجيد السيطرة على نسق اللعب.

من المنتظر أن يعتمد لويس إنريكي على التشكيل الذي خاض به نهائي دوري الأبطال، مع الدفع بالثلاثي كفاراتسخيليا وديمبيلي – حال تعافيه – وغونسالو راموس في خط المقدمة، في حين يواصل الاعتماد على نفس الأسماء في منظومة الدفاع وخط الوسط لتحقيق الانسجام الذي ساعده على إنهاء الموسم بثلاثية تاريخية.

تكتسب المباراة أهمية مضاعفة لكلا الفريقين، كونها اختبارًا حقيقيًا لطموحاتهما في البطولة، كما تمنح الفائز دفعة كبيرة لفرض نفسه على باقي منافسيه داخل المجموعة، خاصة في ظل غياب هامش الخطأ في دور المجموعات ذات الصيغة المكثفة والمباريات المحدودة.

وتنتظر الجماهير مواجهة مرتفعة المستوى تجمع بين مدرستين تكتيكيتين متباينتين، ومشروعين فنيين مختلفين في الرؤية والتنفيذ، وسط تساؤلات مفتوحة حول مدى قدرة كل فريق على فرض أسلوبه وتجاوز غياباته في أول ظهور له في هذه النسخة التاريخية من مونديال الأندية.