الصباح العربي

عاجل| هجوم سيبراني واسع يستهدف إسرائيل وإيران تحذر من التواطؤ الدولي

الإثنين 16 يونيو 2025 10:36 مـ 19 ذو الحجة 1446 هـ
نص الرسائل
نص الرسائل

في ظل التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل، لم تعد المواجهة محصورة في الغارات الجوية أو الهجمات الصاروخية، بل تجاوزت ذلك إلى ساحة جديدة أكثر تعقيدًا وخفاءً، وهي ساحة الحرب السيبرانية، التي بدأت تأخذ حيزًا كبيرًا من مشهد الصراع، وباتت تستخدم كسلاح لإرباك الداخل والتأثير على الرأي العام وبث الذعر بين المدنيين.

فقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتعرض إسرائيل لهجوم سيبراني استهدف الهواتف المحمولة، حيث تلقى آلاف الإسرائيليين رسائل نصية مزيفة تحمل توقيع "قيادة الجبهة الداخلية"، محذرة من مخاطر وهمية مثل عدم البقاء في الملاجئ ووقف إمدادات الوقود.

وهذه الرسائل، التي جاءت في ذروة التوتر الأمني والعسكري، أثارت موجة من الارتباك بين السكان، ما دفع السلطات الإسرائيلية إلى إصدار توضيحات عاجلة تنفي من خلالها صحة تلك الإشعارات، مؤكدة أن أي تواصل رسمي يتم فقط من خلال القنوات الحكومية المعتمدة.

وأشارت شعبة الأمن السيبراني إلى أن الرسائل لم تُحدث ضررًا ماديًا مباشرًا على الأجهزة المحمولة، لكنها اعتبرتها جزءًا من هجوم منظم يستهدف زعزعة ثقة المواطن بالمؤسسات الأمنية، ويُرجح أن يكون مصدره إيران.

في المقابل، وفي خطوة دبلوماسية لافتة، وجهت إيران رسالة شديدة اللهجة إلى مجلس الأمن الدولي، أكدت فيها أن أي دعم تقدمه دولة ثالثة للهجمات الإسرائيلية، سواء كان لوجستيًا أو استخباراتيًا، سيُعد بمثابة مشاركة مباشرة في العدوان، ويعرض تلك الدولة للمساءلة كطرف متورط في الصراع.

وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه وكالة فارس أن السلطات الإيرانية أصدرت إنذارات بإخلاء قناتين إسرائيليتين، في أعقاب هجوم سيبراني استهدف البث التابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ما يشير إلى أن كلا الجانبين باتا يستهدفان مراكز القوة الناعمة ضمن إطار معركة إعلامية وأمنية مركبة.

المشهد على الأرض لا يقل اشتعالًا، إذ تواصلت الغارات الإسرائيلية على مواقع حيوية داخل إيران، كان أبرزها استهداف منشآت عسكرية ونووية ومقرات تابعة للحرس الثوري، كما تحدثت مصادر عسكرية إسرائيلية عن تدمير طائرتين إيرانيتين من طراز F-14 في مطار طهران.

من جانبها، ردت طهران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي طالت شمال إسرائيل، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن تفعيل أنظمة الدفاع الجوي لاعتراض ما وصفه بتهديدات إيرانية مباشرة.

كذلك، تم الإبلاغ عن انفجارات قرب ساحة الحرية في طهران، وتفعيل الدفاعات في منشآت نووية بأصفهان، بالتزامن مع قصف مصنع للطائرات المروحية في العاصمة الإيرانية.

في خلفية كل ذلك، تبقى عملية "الأسد الصاعد" التي أطلقتها إسرائيل في 13 يونيو، نقطة تحول أساسية في هذا التصعيد، فقد استهدفت العملية مواقع سيادية إيرانية شملت وزارة الخارجية ومبان للشرطة، إضافة إلى اغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين، وهو ما ردت عليه إيران بعد أقل من 24 ساعة بإطلاق مئات الصواريخ في واحدة من أعنف الهجمات الانتقامية التي عرفها هذا النزاع منذ سنوات.

الصراع، الذي يدخل يومه الرابع، لم يعد محصورًا في الجغرافيا أو المواجهات التقليدية، بل تحول إلى صراع متعدد الأبعاد، تمتد آثاره من العواصم إلى الشاشات، ومن البنى التحتية إلى أجهزة الهاتف المحمول.

وفي ظل غياب مؤشرات على التهدئة، فإن الحرب الإلكترونية قد تصبح الجبهة الأخطر في هذه المواجهة، نظرًا لقدرتها على التسلل إلى العمق المدني والتأثير على إدراك الجمهور وسلوكه، من دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة.