تضارب في الآراء!.. رقصة سحر الفودو من مهرجان كناوة تثير الجدل على نطاق واسع

أحدثت الرقصة التي أداها الفنان حميد القصري ضمن فعاليات مهرجان كناوة بمدينة الصويرة، والمعروفة باسم الفودو، موجة من النقاشات على منصات التواصل الاجتماعي.
فقد أثارت هذه الرقصة، المصاحبة لإيقاعات موسيقى كناوة، تباينًا في ردود الأفعال؛ إذ رآها البعض تجسيدًا لطقوس غامضة ترتبط بالسحر الأسود، في حين اعتبرها آخرون تعبير فني مستوحى من عمق التراث الإفريقي المغربي.
وتفاعل عدد من المستخدمين مع المقطع المصور للرقصة، معتبرين أن الفودو تحيل إلى رموز سحرية، وأن بعض أشكال موسيقى كناوة وما يصاحبها من عروض ترتبط في أذهان البعض بطقوس غير واضحة المعالم، تصنف أحيانًا ضمن المعتقدات الخارقة.
في المقابل، قابل فريق آخر هذه التعليقات بنوع من السخرية، نافين أي علاقة بين العرض والفكر الغيبي، ومؤكدين أن ما جرى تقديمه لا يعدو أن يكون عرض فني يعكس ثراءً ثقافي وموهبة فنية.
هذا الجدل يعكس تباين وجهات النظر حول طبيعة مهرجان كناوة، إذ يرى فيه البعض تظاهرة فنية تراثية تسلط الضوء على الأصالة الموسيقية الإفريقية بالمغرب، بينما يرى آخرون أن بعض العروض قد تنطوي على رموز دينية أو ممارسات لا تتوافق مع القيم المجتمعية.
خاصة وأن موسيقى كناوة ذات الطابع الروحي، وإن كانت جزء راسخ من التراث المغربي، تبقى مفتوحة على قراءات وتأويلات مختلفة وفق الخلفيات الثقافية والدينية للمتلقين.
وفي خضم هذا النقاش، يشدد خبراء ومهتمون بالشأن الثقافي على ضرورة التمييز الواضح بين ما هو فني وتراثي، وما قد يفسر على أنه مرتبط بمعتقدات خارقة.
وذلك حرصًا على الحفاظ على صورة المهرجان الذي يعد من أبرز الرموز الثقافية لمدينة الصويرة والمغرب ككل.
ويظل مهرجان كناوة موعد ثقافي حيوي يجسد غنى وتنوع الموسيقى الإفريقية، مع التأكيد على أهمية احترام حرية الإبداع الفني وفهم السياقات الثقافية بشكل دقيق، تفاديًا للخلط وسوء الفهم الذي قد يحدث جدل ا لا طائل منه.