• الرئيسية
• الرياضة

افتتح منتخب السعودية مشاركته التاريخية الأولى في بطولة الكأس الذهبية 2025 برغبة واضحة في إثبات الذات، وتمكن من تأكيد حضوره القاري بعدما تأهل رسميًا إلى الدور ربع النهائي، ليضرب موعدًا ناريًا مع منتخب المكسيك في مواجهة مرتقبة تجمع بين الطموحات الآسيوية والتقاليد اللاتينية، في مشهد ينتظره الشارع الكروي العربي بشغف كبير.

دخل "الأخضر" البطولة ضمن المجموعة الرابعة، التي ضمت منتخبات الولايات المتحدة وترينيداد وتوباغو وهايتي، واستهل مشواره بانتصار مستحق على هايتي بثنائية نظيفة، قبل أن يسقط بصعوبة أمام أصحاب الأرض بهدف دون رد، ثم انتزع نقطة ثمينة من تعادل مع ترينيداد وتوباغو بنتيجة 1-1 في اللقاء الذي جرى على ملعب "أليجنت" في مدينة لاس فيغاس فجر الإثنين، ما منحه المركز الثاني في ترتيب المجموعة برصيد أربع نقاط خلف المنتخب الأمريكي المتصدر، ليضمن مكانه بين الثمانية الكبار.

تُقام المواجهة المقبلة بين السعودية والمكسيك فجر الأحد 29 يونيو على استاد "ستيت فارم"، ضمن مباريات دور الثمانية من البطولة القارية التي تستضيفها عدة مدن في الولايات المتحدة وكندا، وذلك في تمام الساعة الخامسة والربع صباحًا بتوقيت السعودية ومصر، والسادسة والربع بتوقيت الإمارات، بينما ستكون الأنظار شاخصة نحو هذه القمة التي تُعتبر اختبارًا حقيقيًا لطموحات المنتخب السعودي في البطولة.

نجح المنتخب المكسيكي في بلوغ هذا الدور بعد تصدره للمجموعة الأولى برصيد سبع نقاط، حيث تفوق على منتخب كوستاريكا بفارق الأهداف، واختتم دور المجموعات بتعادل سلبي في الجولة الأخيرة، ليضمن الصدارة ويضرب موعدًا مع السعودية في لقاء لا يخلو من الأبعاد التكتيكية والندية الكروية، خاصة أن الطرفين يملكان ذكريات مشتركة من مواجهة سابقة في كأس العالم.

تحظى المباراة بتغطية موسعة عبر القنوات الرياضية السعودية، التي تنقل مواجهات المنتخب بشكل حصري داخل المنطقة، كما تُعرض على شبكة "Fox Sports" الأميركية وقنوات "TUDN" الناطقة بالإسبانية، والتي توفر تغطية تحليلية دقيقة قبل وبعد اللقاء، تشمل تقييم الأداء، والتوقعات الفنية، ورصد أبرز التحولات داخل المستطيل الأخضر، وسط متابعة لآراء المدربين وردود فعل اللاعبين.

عقب ضمان التأهل، عبّر المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد عن ارتياحه لما قدمه فريقه حتى الآن، واعتبر الوصول إلى ربع النهائي إنجازًا مهمًا بالنظر إلى الظروف التي رافقت الإعداد، خصوصًا في ظل غياب عدد من لاعبي الهلال بسبب التزامهم بمونديال الأندية، وأكد أن المواجهة أمام ترينيداد كشفت عن تحسن ملحوظ في أداء الفريق خلال الشوط الثاني، مطالبًا بمزيد من التركيز في الشق الهجومي، ومعربًا عن احترامه الكبير للمنتخب المكسيكي، واصفًا إياه بالفريق المنظم وصاحب الإيقاع السريع.

يمثل اللقاء المقبل فرصة مهمة للجهاز الفني لتصحيح بعض الثغرات التي ظهرت في المباريات السابقة، مستفيدًا من فترة الراحة التي تمتد لستة أيام، والتي تسمح بإجراء تدريبات فنية مكثفة والعمل على تعزيز الانسجام بين الخطوط الثلاثة، استعدادًا لمواجهة يُتوقع أن تكون من أصعب محطات المنتخب في مشواره الجديد في البطولة.

جاءت المشاركة السعودية في نسخة هذا العام بعد تلقي دعوة رسمية من اتحاد "كونكاكاف"، لتصبح ثاني منتخب عربي يظهر في الكأس الذهبية بعد قطر، ورغم حداثة التجربة، إلا أن المنتخب السعودي تمكن من فرض حضوره مبكرًا، ونجح في تجاوز مرحلة المجموعات في أول مشاركة له، في خطوة تعكس نضوج مشروعه الكروي، وسعيه الجاد لمقارعة المنتخبات الكبرى في المحافل الدولية.

مع اقتراب صافرة البداية، تزداد الترقبات لدى الجماهير السعودية والعربية التي تمني النفس بمواصلة "الأخضر" لمغامرته الناجحة في البطولة، على أمل تحقيق إنجاز جديد يُضاف إلى سجل الكرة السعودية، ويعزز حضورها في البطولات الكبرى.