نهاية مشوار أسطورة ميت عقبة.. كم عدد أهداف شيكابالا مع الزمالك؟

بدأ محمود عبد الرازق شيكابالا خطواته الجادة نحو إسدال الستار على مسيرته الكروية، بعد سنوات طويلة قضاها مدافعًا عن ألوان الزمالك، في وقت اختارت فيه إدارة النادي الوقوف على الحياد، مكتفية بمنح القائد التاريخي كامل الحرية لتحديد توقيت الوداع.
وشهدت الأيام الماضية مشاورات داخل أروقة القلعة البيضاء بشأن مستقبل قائد الفريق، حيث أبلغت الإدارة اللاعب بأن عقده ما زال ساريًا حتى نهاية الموسم المقبل، وأن القرار النهائي يظل بيده دون أي ضغوط أو تدخلات، ما يعكس تقدير النادي لقيمته وتاريخه الطويل.
في ظل هذا المناخ الهادئ، رجّحت مصادر من داخل النادي أن شيكابالا سيكشف قريبًا عن موقفه، سواء بالاستمرار لموسم إضافي أو إعلان نهاية المشوار، ليطوي بذلك صفحة استثنائية ارتبطت باسم الزمالك طوال أكثر من عشرين عامًا.
وإذا ما قرر اللاعب تعليق حذائه، فسيغادر وهو يتربع على قمة اللاعبين الأكثر تتويجًا في تاريخ الفريق الأبيض، بعد أن حصد 17 لقبًا رسميًا ومتعدد الجنسيات، متجاوزًا أرقام أساطير سابقين كعبد الواحد السيد وخالد الغندور، اللذين توقّف رصيد كل منهما عند 16 بطولة.
وخلال مسيرته، شارك شيكابالا في 393 مباراة رسمية بقميص الزمالك، أحرز خلالها 70 هدفًا، وقدم 88 تمريرة حاسمة، ليصبح من أكثر اللاعبين تأثيرًا داخل الملعب على مدار أجيال متعاقبة.
تشمل إنجازاته 4 ألقاب في الدوري الممتاز، إلى جانب 6 تتويجات بكأس مصر، و3 بطولات للسوبر الإفريقي، إضافة إلى لقب في السوبر المصري وآخر في الكونفدرالية، بجانب كأس الأندية العربية وكأس السوبر المصري السعودي.
انطلقت مسيرة شيكابالا من محافظة أسوان، حيث التحق بقطاع الناشئين في الزمالك، وتم تصعيده سريعًا إلى الفريق الأول، ثم خاض تجارب احترافية قصيرة في الخارج، لكنه اختار دومًا العودة إلى الفريق، وكأن القميص الأبيض شكّل امتدادًا طبيعيًا لمسيرته ومصدرًا لانتمائه الكروي.
تميّز شيكابالا بمهارات فردية لافتة، ولمسة حاسمة في اللحظات الصعبة، وخصوصًا خلال مباريات الغريم التقليدي، حيث نجح مرارًا في صناعة الفارق بفضل رؤيته الثاقبة داخل الملعب وحضوره الذهني القوي.
وعلى الصعيد الداخلي، لعب دورًا محوريًا داخل غرفة الملابس خلال المواسم الأخيرة، حيث حافظ على الاستقرار، وساند زملاءه في أصعب الظروف، وتحوّل إلى رمز للثبات والولاء رغم التغييرات الإدارية والفنية المتكررة.
في الوقت الذي يترقّب فيه جمهور الزمالك القرار المنتظر، تبدو لحظة رحيل شيكابالا أقرب إلى نهاية فصل تاريخي، لا يغيب فيه مجرد لاعب، بل يغيب أحد أبرز من رسموا ملامح الهوية الكروية للنادي على مدار جيلين كاملين.