• الرئيسية
• الرياضة

وسط أجواء حماسية غطت سماء أورلاندو، فاجأ الهلال السعودي جماهير كرة القدم حول العالم بتحقيق فوز مثير على مانشستر سيتي الإنجليزي بنتيجة 4-3، خلال اللقاء الذي جمعهما صباح الثلاثاء على أرضية ملعب كامبينغ وورلد ضمن منافسات الدور ثمن النهائي من بطولة كأس العالم للأندية 2025، لينتزع بطاقة العبور إلى ربع النهائي في واحدة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ مشاركاته الدولية.

بدأ اللقاء بإيقاع مرتفع من جانب مانشستر سيتي، الذي استغل تحركه السريع على الأطراف، وافتتح التسجيل مبكرًا عبر بيرناردو سيلفا في الدقيقة التاسعة، بعد كرة مرتدة داخل المنطقة من المدافع إلكاي غوندوغان، وسط احتجاج واضح من لاعبي الهلال على وجود لمسة يد في بداية الهجمة، غير أن الحكم احتسب الهدف دون الرجوع لتقنية الفيديو رغم اعتراضات الزعيم.

واستمر الفريق الإنجليزي في فرض سيطرته على منتصف الملعب، وشكل ضغطًا متواصلًا على مرمى ياسين بونو، الذي تألق بشكل لافت وأنقذ أكثر من فرصة خطيرة كادت أن تضاعف النتيجة لصالح السيتي، حيث تصدى لثلاث كرات محققة خلال الشوط الأول، مانعًا الفريق السماوي من حسم الأمور مبكرًا، بينما عانى الهلال من صعوبة في اختراق دفاعات خصمه، واكتفى بمحاولات خجولة لم تشكل تهديدًا حقيقيًا على الحارس إيدرسون، لتنتهي الحصة الأولى بتقدم سيتي بهدف دون مقابل.

ومع بداية الشوط الثاني، بدّل الهلال من نهجه التكتيكي، واندفع هجوميًا بحثًا عن تعديل الكفة، ليتمكن ليوناردو من إدراك التعادل سريعًا في الدقيقة 46 بعد ارتقائه الناجح لكرة عرضية وضعها برأسه في الشباك، ما أعاد الأمل لعشاق الفريق السعودي الذين تفاعلوا مع الهدف بحماس كبير في المدرجات.

ولم يتوقف الهلال عند هذا الحد، بل باغت مانشستر سيتي بالهدف الثاني في الدقيقة 52، عندما استغل مالكوم تمريرة طويلة اخترقت عمق الدفاع، لينطلق بسرعة نحو المرمى ويودع الكرة بثقة في الشباك، مانحًا فريقه الأفضلية ومحولًا مجرى المباراة بالكامل لصالحه، لكن فرحة التقدم لم تدم طويلًا، إذ استغل هالاند ارتباكًا دفاعيًا وسجل التعادل في الدقيقة 55 بعد متابعته لكرة مرتدة، ليعيد الفريق الإنجليزي إلى أجواء اللقاء مجددًا.

شهدت الدقائق التالية توترًا واضحًا، خصوصًا بعد أن حصل الهلال على ركلة جزاء إثر تعرض مالكوم للإعاقة داخل المنطقة، إلا أن الحكم تراجع عن قراره بحجة وجود تسلل لحظة التمرير، ما أثار جدلًا بين اللاعبين وأشعل التوتر على أرضية الملعب، بينما استمر السيتي في محاولاته لتسجيل هدف ثالث، لكن صمود الدفاع الهلالي وبراعة بونو منعا أي اختراق جديد.

اقترب مانشستر من خطف الفوز في الدقيقة 84 عندما سدد الكرة بقوة لترتطم بالقائم، قبل أن تعود لهالاند الذي سدد في مرمى شبه خالٍ، إلا أن علي لاجامي تدخل في اللحظة الأخيرة وأبعد الكرة من على خط المرمى، ليحافظ على النتيجة ويتسبب في تمديد اللقاء إلى شوطين إضافيين بعد نهاية الوقت الأصلي بالتعادل 2-2.

مع انطلاقة الشوط الإضافي الأول، أجرى غوارديولا تغييرين بدخول عمر مرموش وريان شرقي، لكن الهلال استغل اللحظة، وسجل هدفه الثالث في الدقيقة 94 بواسطة كاليدو كوليبالي الذي استقبل عرضية مثالية برأسه وسددها بقوة في الشباك، قبل أن يعود مانشستر سيتي للمباراة مجددًا عن طريق البديل فيلم فوزين في الدقيقة 104 الذي ترجم كرة طويلة بلمسة واحدة داخل المرمى ليُشعل الأجواء مجددًا.

وقبل نهاية الشوط الإضافي الثاني، خطف ليوناردو الأنظار مجددًا عندما استغل كرة مرتدة من الحارس إيدرسون في الدقيقة 112، ووضعها بثقة داخل الشباك، ليسجل الهدف الرابع للزعيم ويقود فريقه إلى تفوق درامي أعاد رسم ملامح المواجهة بالكامل، في حين فشل السيتي في الرد رغم الضغط المكثف في الدقائق الأخيرة.

أنهى الهلال اللقاء بانتصار تاريخي، وأقصى أحد أقوى فرق العالم من المنافسة، ليتأهل بجدارة إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية، ويكتب واحدة من أبرز محطاته القارية في السنوات الأخيرة، بينما خرج السيتي من البطولة وسط ذهول عشاقه وعناوين كبرى في الصحافة الأوروبية.