الصباح العربي

“شو عامل؟”.. عبارة تتسبب بحرمان طالب توجيهي دورتين بسبب ساعة يد

الخميس 3 يوليو 2025 01:17 مـ 7 محرّم 1447 هـ
امتحانات توجيهي في الأردن
امتحانات توجيهي في الأردن

اتهم الطالب عبد الرؤوف رعد أبو زيد وزارة التربية والتعليم بحرمانه من دورتين امتحانيتين دون وجه حق، بعد أن مُنع من دخول إحدى قاعات التوجيهي بسبب ارتدائه ساعة يد وصفها بالعادية، معتبرًا ما حدث له بمثابة ظلم واضح ألحق به أذى نفسيًا كبيرًا.

روى عبد الرؤوف ما جرى معه صباح الثلاثاء الماضي، مشيرًا إلى أنه وصل بوابة المدرسة عند الساعة التاسعة والنصف، دون أن يحمل أي أجهزة إلكترونية مخالفة للتعليمات، بما في ذلك الساعة التي قال إنه ارتداها في امتحانات سابقة دون أن يواجه اعتراضًا.

وأكد أنه التزم بطلب مندوبة الوزارة حين طالبته بنزع الساعة، فسلمها إلى مدير القاعة موسى جرادات، ثم دخل بعد أن خضع لست جولات تفتيش، مضيفًا أن المراقبة كانت مشددة عليه داخل القاعة بشكل أثار استغرابه، كما لاحظ تركيزًا غير معتاد من المراقبين على تحركاته.

وأوضح الطالب أنه طلب الخروج إلى دورة المياه، وهناك جرى تفتيشه مجددًا، وتلقى همسًا من أحد المراقبين قال فيه: "العين عليك، رح يقصوك اليوم"، وهو ما زاد من توتره رغم يقينه بأنه لا يمتلك أي وسيلة للغش.

بعد انتهاء الجلسة، طلب عبد الرؤوف استعادة ساعته من مندوبة التربية، فطلبت منه الانتظار خارج المدرسة، ثم عادت لاحقًا موظفة أخرى وسألته عن سبب انتظاره، فرد بأنه يريد استرجاع ساعته، فأجابته: "ما في ساعات، ارجع عالدار" وعندما أوضح أنه لا يستطيع العودة بسبب وجود امتحانات أخرى، أبلغته بغضب: "بزعلك هسا، وبنادي الشرطة وبحرمك دورتين".

تفاجأ عبد الرؤوف من ردها، وقال لها مستنكرًا: "أحـ..ا شو عامل أنا حتى تناديلي دورية شرطة؟" مشددًا على أن أربعة طلاب كانوا شهودًا على الموقف، ولم يُسجل أي صراخ أو إساءة لفظية منه، قبل أن تُعيد له المندوبة ساعته وينصرف دون تصعيد.

لكن المفاجأة وقعت في اليوم التالي، عندما صدر قرار رسمي بحرمانه من دورتين بدعوى "الذم والشتم والتحقير"، وهو ما نفاه الطالب، مؤكدًا أنه راجع قسم الامتحانات في الوزارة، وقد اطّلعوا على نوع الساعة وأقروا بعدم مخالفتها للتعليمات.

من جانبه، أوضح الدكتور محمد شحادة، مدير دائرة الامتحانات في الوزارة، أنه التقى بالطالب ووالدته، واستمع إلى ما حدث، وتواصل مع القائمين على القاعة، مشيرًا إلى أن تقرير الحرمان وُثّق من ثلاثة موظفين وتم رفعه إلى لجنة محلية ثم إلى لجنة تأديبية، والتي اتخذت القرار بعد التثبت من الوقائع.

وبيّن شحادة أن الساعة سُحبت قبل الدخول للاشتباه بأنها قابلة للاتصال بأجهزة أخرى، لكن العقوبة لم تُفرض بسبب الساعة بل نتيجة ألفاظ اعتُبرت مهينة صدرت بصوت مرتفع، ما أثر على الهدوء المطلوب في قاعة مجاورة، بحسب رواية موظفي المركز والمندوب الرسمي للوزارة.

ووعد مدير دائرة الامتحانات بمتابعة الحالة مرة أخرى ضمن القنوات القانونية، دون التسرع في إصدار أحكام نهائية قبل انتهاء مراجعة القضية بالكامل.