13 عامًا من الغياب.. والدة ياسر الجزائري تُحيي وجع الاختطاف برسالة مؤثرة في ذكرى شهادة التعليم المتوسط

أعادت والدة الطفل الجزائري المختطف ياسر، تسليط الضوء على قضية ابنها التي شغلت الرأي العام منذ أكثر من عقد، بعد أن نشرت رسالة مؤلمة تزامنًا مع موعد إعلان نتائج شهادة التعليم المتوسط، وهي المرحلة الدراسية التي كان من المفترض أن يجتازها طفلها هذا العام.
وكتبت السيدة بشيرة ميلودي على صفحتها الشخصية، كلماتٍ عبّرت فيها عن أمل لم ينطفئ منذ اختفاء ابنها، ووجع لا يهدأ مع مرور السنوات، حيث تساءلت: "هل اجتزت الامتحان؟ هل حققت النجاح؟"، موجهة حديثها إلى ياسر الغائب، ومضيفة بحسرة: "لك الله يا نور القلب وبهجة الروح، لقد حمّلني خاطفك ما لا يحتمله بشر".
وأعربت الأم في منشورها عن الألم المتراكم داخلها، طالبةً من الله أن يُمهل الجاني ليوم ينال فيه جزاءه، قائلة: "اللهم اجعلني ممن يحمل حجرًا مشتعلًا، أضعه على صدره يوم الحساب، كما أثقل قلبي بغيابك"، مستجدية العدالة الإلهية بلغة موجعة، متوسلةً: "يا رب، يا من ألجأ إليه في ضعفي، امنحني صبرًا إلى حين القصاص".
وواصلت السيدة بشيرة حديثها بألم، مستعيدة صور المعاناة التي صاحبتها لسنوات، وأضافت: "أحمل في قلبي جمرًا أحرق دمعي، فاجعلني أصبه على عينيه كما أذابتني لوعة الفقد"، ثم وجهت رسالة مباشرة للخاطف، اختصرتها بعبارة موجعة: "عذّبتني في دنياي، فأسأل الله أن يجعلني عذابك في الآخرة".
رغم مرور 13 عامًا على الحادثة، لم يتلاشَ أثرها من ذاكرة الجزائريين، الذين ما زالوا يتذكرون تفاصيل يوم الثامن من يونيو 2012، حين اختفى الطفل ياسر، الذي لم يتجاوز عمره عامين، أثناء تواجد والدته في جنازة أحد أقاربها بمنطقة برج الكيفان في العاصمة الجزائرية.
وخلال تواجدها داخل المنزل، طلبت السيدة بشيرة من طفلها أن يظل في مكانه ريثما تغيّر حفاضة شقيقه الأصغر، غير أنها التفتت بعد لحظات لتجد المكان خاليًا، بينما ظلت في أذنيها آخر عبارة قالها ابنها قبل أن يغيب: "أحبك ماما"، وكانت الكلمة الأولى التي نطقها في حياته، بينما غادر المنزل وهو يحمل حبة خوخ صغيرة في يده، لتبدأ منذ تلك اللحظة فصول اختفاء غامضة لم تُكشف خيوطها حتى اليوم.
سارعت الأم بالاتصال بزوجها لتستفسر عن الطفل، فكان الرد صادمًا حين أكد أنه ليس برفقته، لتتأكد حينها أن نجلها تعرض للاختطاف، وهو ما فجّر حالة من التعاطف والغضب في الشارع الجزائري.
وعلى الرغم من أن ياسر لم يُعرف عنه سوى صور الطفولة المبكرة، إلا أن مجموعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حاولوا خلال السنوات الماضية رسم ملامح تقديرية له بعمر 12 عامًا، على أمل أن تسهم تلك الصور في التعرف عليه، أو أن يتعرف هو بنفسه على قصته إذا صادفها يومًا.