• الرئيسية
• الرياضة

تتجه الأنظار مساء اليوم نحو ملعب شهداء بنينا في مدينة بنغازي، حيث يستعد فريقا الهلال والأهلي لصدام كروي يحمل في طياته الكثير من الإثارة، ضمن منافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس ليبيا لكرة القدم لموسم 2024-2025، إذ تنتظر الجماهير الليبية مواجهة مشتعلة بين قطبي المدينة، في لحظة مفصلية تسبق انطلاق منافسات سداسي التتويج المقررة خلال الأسابيع المقبلة.

ويخوض الأهلي بنغازي هذا اللقاء بحالة فنية وذهنية مستقرة، بعد أن حافظ على سجل ناصع من الانتصارات في مبارياته الأخيرة، مما منح الفريق جرعة معنوية كبيرة قبل مواجهة غريمه التقليدي، بينما يدخل الهلال المباراة بطموحات مضاعفة، مدعومًا بعاملي الأرض والجمهور، في سعيه لكسر هيمنة الأهلي في مواجهات الديربي الأخيرة، والعودة إلى الواجهة من بوابة أعرق المسابقات الكروية في البلاد.

يرى الجهاز الفني للأهلي أن لقاء اليوم يتجاوز كونه مباراة في الكأس، بل يُعد مقياسًا حقيقيًا للاستعداد للمرحلة الحاسمة من الموسم، وقد أوضح المدرب في تصريحاته أن الفريق يتعامل مع كافة البطولات بنفس الجدية، سواء كانت في إطار الدوري أو الكأس، مؤكدًا أن المنافسة على الألقاب تمثل التزامًا راسخًا في هوية النادي، الذي سبق له رفع الكأس في ثلاث مناسبات سابقة، أعوام 1987، 1991، و1996، ويسعى حاليًا لتكرار هذا الإنجاز بعد عبوره الدور السابق على حساب الصداقة بنتيجة هدفين دون مقابل.

من جهته، يتمسك الهلال بحلمه المشروع في تجاوز ربع النهائي والوصول إلى مربع الكبار، حيث ينظر إلى مباراة الليلة باعتبارها فرصة مثالية لإنهاء عقدة الأهلي في مباريات الكأس، وتجديد الأمل في الظفر بلقب غاب عن خزائنه منذ تتويجه الوحيد عام 2002، رغم وصوله إلى النهائي خمس مرات دون تتويج، وقدّم الفريق أداءً هجوميًا قويًا في مباراته الأخيرة أمام الأنوار حين حقق فوزًا كبيرًا برباعية نظيفة، مما يعكس جاهزيته الفنية لمواجهة من هذا النوع.

على صعيد التاريخ، يحتفظ الأهلي بأفضلية واضحة في سجل المواجهات المباشرة مع الهلال، وهو ما يمنحه ثقة إضافية قبل انطلاق المباراة، لكن هذه الأفضلية لا تضمن له شيئًا في موقعة الليلة، إذ أثبتت المواجهات الأخيرة بين الفريقين أن مباريات الديربي لا تخضع للحسابات المسبقة، لا سيما في بطولة تعتمد على الإقصاء المباشر، وقد شهد آخر لقاء جمع الطرفين في الدوري الممتاز تعادلًا مثيرًا بهدفين لكل منهما، مما يرفع سقف التوقعات بمباراة متوازنة وصعبة على الطرفين.

وفي خطوة تؤكد حساسية المباراة وأهميتها، لجأ الاتحاد الليبي لكرة القدم إلى تعيين طاقم تحكيم أجنبي لإدارة اللقاء، سعيًا لضمان أعلى درجات النزاهة والعدالة التحكيمية، في وقتٍ يدرك فيه الطرفان أن أي خطأ قد يكلف أحدهما مغادرة البطولة، بينما يمهد الانتصار طريقًا نحو حلم التتويج بلقب محلي له رمزيته الخاصة بين جماهير الناديين.

وفي سياق موازٍ، أعلن الاتحاد الليبي لكرة القدم عن قرار رسمي بنقل الأدوار النهائية من بطولة الكأس إلى الأراضي الإيطالية، وتحديدًا إلى مدينة ميلانو، حيث ستُستكمل المنافسات في ملاعب تستضيف أيضًا مواجهات سداسي التتويج، المقرر انطلاقه منتصف يوليو الجاري، وجاء هذا القرار نتيجة للتحديات الأمنية والإدارية التي تمر بها ليبيا، ما دفع مسؤولي الاتحاد إلى التنسيق مع نظرائهم الإيطاليين من أجل تنظيم المباريات في بيئة أكثر استقرارًا.

وأكد رئيس الاتحاد، عبد المولى المغربي، أن القرار جاء بعد مشاورات مكثفة مع الجهات المعنية، موضحًا أن إقامة مباريات الكأس والدوري في مكان واحد سيسهل من مهام التنظيم، ويضمن حضورًا متكافئًا للأندية المشاركة، كما أشار إلى أن الفرق غير المتأهلة لسداسي التتويج، في حال بلوغها أدوارًا متقدمة في الكأس، ستحصل على كافة التسهيلات اللازمة للسفر إلى ميلانو وخوض المواجهات في موعدها.

وقد حسمت ستة أندية مقاعدها في بطولة سداسي التتويج، وهي الأهلي بنغازي، السويحلي، الهلال عن المجموعة الأولى، إلى جانب الأهلي طرابلس، الاتحاد، والأخضر من المجموعة الثانية، بينما تواصل بقية الفرق مشوارها في الكأس على أمل بلوغ النهائيات، مع الإشارة إلى أن فريقي السويحلي والاتحاد قد تأهلا مسبقًا إلى ربع النهائي، فيما لا يزال الصراع محتدمًا على المقاعد المتبقية.

أما من حيث التغطية التلفزيونية، فتُعد قناة ليبيا الرياضية الجهة الحصرية الناقلة لمباريات كأس ليبيا، حيث توفر تغطية مباشرة لمباراة الليلة بين الهلال والأهلي بنغازي انطلاقًا من الساعة الثامنة والنصف مساءً بتوقيت ليبيا، أي التاسعة والنصف بتوقيت مصر والسعودية، والعاشرة والنصف بتوقيت الإمارات.