اختفاء مفاجئ وإشاعات متضاربة.. ما حقيقة توقيف ثامر بديدة خارج تونس؟

أثار الغياب المفاجئ للناشط السياسي التونسي ثامر بديدة عن منصات التواصل الاجتماعي حالة من الجدل، بعد أن راجت أنباء خلال الساعات الماضية تشير إلى توقيفه خارج البلاد، في وقت لم يصدر فيه أي تأكيد رسمي من الجهات المختصة في تونس يوضح طبيعة الوضع القانوني المتعلق به حتى اللحظة.
تداولت صفحات على مواقع التواصل، محسوبة على التيار الداعم للرئيس قيس سعيد، منشورات تتحدث عن تنفيذ مذكرة توقيف بحق بديدة، بدعوى أنه مطلوب للقضاء التونسي، استنادًا إلى حكم قضائي سابق صدر ضده في أكتوبر 2024، قضى بسجنه لمدة تسع سنوات بتهم تتعلق بالتحايل والسرقة المرتبطة بوظيفته السابقة، وأُرفق الحكم بإذن بالنفاذ العاجل ومذكرة توقيف دولية.
في المقابل، نفت حسابات أخرى محسوبة على المعارضة هذه الأنباء، وشككت في صحتها، معتبرة أن الحديث عن توقيف بديدة قد يكون مجرد شائعة، وربما محاولة من طرفه لإثارة الانتباه بعد اختفائه غير المعتاد عن المنصات التي اعتاد الظهور من خلالها للتعليق على الوضع السياسي في تونس.
وازداد الغموض حول القضية مع تضارب الأنباء المتعلقة بمكان إقامة بديدة، حيث رجّح البعض أنه يعيش في فرنسا، بينما أشارت مصادر أخرى إلى وجوده في الولايات المتحدة، وهو ما صعّب مهمة التأكد من حقيقة توقيفه أو تحديد موقعه الحالي بدقة.
وكان بديدة قد عرف بمواقفه السياسية المتقلبة، حيث دعم في فترات سابقة الرئيس قيس سعيد، قبل أن ينقلب على مواقفه تدريجيًا ويبدأ في توجيه انتقادات حادة للسلطة الحالية، الأمر الذي جرّ عليه موجة انتقادات لاذعة من متابعين تونسيين وصفوا تصريحاته بـ"المأجورة" و"المتناقضة".
حتى الآن، لم يصدر أي توضيح رسمي من النيابة العامة أو الجهات القضائية التونسية بشأن توقيف بديدة أو مكان وجوده، بينما يستمر الجدل على منصات التواصل وسط غياب المعطيات المؤكدة وظهور مزيد من الفرضيات المتضاربة التي تزيد من حالة الغموض المحيطة بالقضية.