بعد قطيعة مع ترامب.. ما هو حزب إيلون ماسك الجديد وما أهدافه؟

أعلن رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، أمس السبت، عن تأسيس كيان سياسي جديد تحت اسم "حزب أمريكا"، في خطوة جاءت مباشرة بعد نشره استطلاعًا على منصة "إكس" طرح فيه سؤالًا حول ضرورة إنشاء حزب ثالث في الولايات المتحدة، في ظل هيمنة الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
ماسك أكّد في منشوره أن غالبية المشاركين في الاستطلاع، الذي جذب أكثر من 1.9 مليون مستخدم، صوّتوا لصالح الفكرة، مشيرًا إلى أن النتيجة جاءت بمعدل صوتين مؤيدين مقابل صوت واحد معارض، ليتبعها بإعلان تأسيس الحزب بقوله: "اليوم، وُلد حزب أمريكا ليستعيد لكم حريتكم".
وبدا واضحًا أن الملياردير الشهير اختار توقيت الإعلان بعناية، حيث طرح سؤاله بالتزامن مع احتفالات الأمريكيين بيوم الاستقلال، إذ دعا متابعيه إلى التفكير فيما إذا كان الوقت قد حان للتحرر من ما وصفه بـ"نظام الحزب الواحد المقنّع بثنائية" في إشارة إلى الحزبين الحاكمين.
ماسك أوضح في منشورات سابقة أن خطته لإنشاء الحزب لا تستهدف قلب المشهد السياسي بأكمله دفعة واحدة، بل ترتكز على التأثير في عدد محدود من الدوائر، عبر التركيز على مقعدين أو ثلاثة في مجلس الشيوخ، إلى جانب 8 إلى 10 مقاعد في مجلس النواب، ضمن استراتيجية مرحلية لإحداث اختراق فعلي في النظام السياسي الأمريكي.
ويأتي هذا التحرك السياسي اللافت بعد توتر شديد في العلاقة بين ماسك والرئيس دونالد ترامب، حيث تصاعد الخلاف بين الطرفين عقب تمرير مشروع قانون الموازنة الأمريكية، الذي نال موافقة مجلس النواب بأغلبية 218 صوتًا، وأصبح نافذًا بعد توقيع ترامب أمرًا تنفيذيًا بذلك.
الخلاف السياسي أخذ طابعًا شخصيًا، إذ سبق لماسك أن قدّم دعمًا ماليًا كبيرًا لحملة ترامب الانتخابية بقيمة وصلت إلى 277 مليون دولار، مما دفع الأخير إلى منحه منصبًا رمزيًا على رأس "وزارة الكفاءات الحكومية"، إلا أن قانون خفض الضرائب والإنفاق أنهى هذا التحالف، وفتح باب المواجهة المباشرة بين الطرفين.
وكان ترامب قد ألمح في وقت سابق إلى فكرة تأسيس حزب ثالث، غير أنه تراجع عنها لاحقًا، بينما مضى ماسك قدمًا نحو تنفيذ الخطوة، مستندًا إلى التأييد الجماهيري الذي أظهرته نتائج استطلاعه، والتي أيّدت تأسيس "حزب أمريكا" بنسبة بلغت 65 في المئة، أي ما يقارب 1.25 مليون مشارك.
بهذه الخطوة، يفتح إيلون ماسك فصلًا جديدًا في مسيرته، ليس فقط كرائد في مجال التكنولوجيا والفضاء، بل كفاعل مباشر في ساحة السياسة الأمريكية، في وقت يترقّب فيه الجميع كيف ستنعكس هذه الخطوة على الخارطة الحزبية والانتخابات المقبلة.