شركة هاريس بول: الجدولة المفرطة لنشاطات الأطفال تهدد الصحة النفسية للأسرة وتُضعف الروابط الزوجية

أوضحت الدراسات الميدانية الحديثة التي أجرتها شركة هاريس بول أن العديد من الآباء يقضون أكثر من 30 ساعة في الأسبوع لتنسيق تفاصيل الحياة اليومية للعائلة وهو ما يعادل وقت وظيفة بدوام كامل.
وقد أوضحت هذه الدراسة أنه إذا تم تعويض ذلك الجهد ذهنيا وعاطفيا وماديا لوصل قيمة المقابل إلى حوالي 60 ألف دولار خلال العام.
وقد أشار التقرير إلى أن ذلك العبء لا يقتصر على الجهد المبذول، بل يمتد إلى التأثير السلبي على العلاقات العائلية، حيث أكد أن 61% من الآباء أن الجدولة الزائدة خفضت من جودة الوقت مع شركائهم.
فيما قال 47% إن الضغوط أثرت على العلاقة الحميمة، وأفاد ربع المشاركين بأنهم اضطروا إلى اللجوء إلى جلسات علاج نفسي.
ويعرف المتخصصون العبء الذهني أنه الانشغال الدائم بإدارة شؤون العائلة مثل المواعيد الطبية والمدرسية ومتابعة الأنشطة وإعداد الواجبات، وهو في الغالب ما يقع على عاتق أحد الوالدين.
وقد أرجع الخبراء أسباب الجدولة الزائدة إلى شعور الأهل بالذنب إذا لم يشركوا أبناءهم في أنشطة تنموية، بالإضافة إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والثقافة العامة التي تمجد الإنجاز المتواصل وتهمش أوقات الراحة.
أما بالنسبة لتأثيرها على الأطفال فقد حذر المتخصصون من أن الإفراط في تنظيم وقت الطفل يؤدي إلى إرهاقه نفسيًا، ويحرمه من اللعب العفوي والروابط الأسرية الطبيعية، وهو ما قد يؤثر على شعوره بالأمان داخل الأسرة.
وللتخفيف من هذه الضغوط، قام الخبراء بالتوصية بضرورة توزيع المهام الأسرية بالتفاهم، وتخصيص وقت منتظم للراحة الشخصية وللعلاقة الزوجية، والابتعاد عن تحميل النفس أكثر من طاقتها، وأكدوا أن التوازن الأسري هو الأساس في بناء بيئة نفسية صحية للجميع.