الصباح العربي

مصعب الجوير يقترب من القادسية بـ80 مليون ريال.. هل يكرر الهلال خطأ التفريط بالمواهب؟

الأحد 27 يوليو 2025 12:11 مـ 1 صفر 1447 هـ
مصعب الجوير
مصعب الجوير

اقتربت مفاوضات القادسية من مراحلها الأخيرة لحسم انتقال لاعب الوسط الشاب مصعب الجوير من الهلال، وسط تقارير تشير إلى أن القيمة الإجمالية للصفقة قد تبلغ 80 مليون ريال، في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول جدوى القرار الهلالي بالتخلي عن أحد أبرز خريجي أكاديميته.

وبعد أن خاض اللاعب تجربتين ناجحتين بنظام الإعارة مع نادي الشباب، وتمكن خلالهما من تقديم مستويات لافتة، أبدى القادسية رغبة واضحة في تحويل الإعارة إلى عقد دائم، بينما يدرس الهلال العرض المقدم وسط انقسام داخلي بشأن القرار النهائي.

ورغم أن المقابل المالي يبدو مغريًا على الورق، إلا أن بيع الجوير في هذه المرحلة قد يُعد مجازفة غير محسوبة من جانب الإدارة الزرقاء، خصوصًا إذا ما وُضع القرار في سياق استراتيجي أوسع يتعلق بتطوير المواهب واستثمارها فنيا قبل ماديًا.

الجوير يمثل حالة استثنائية بين اللاعبين المحليين، كونه تدرج داخل أسوار النادي وتلقى تكوينه الفني منذ الفئات السنية، ورغم ذلك لم يحصل على فرصته الكاملة مع الفريق الأول، حيث اكتفت الإدارة بإعارته من موسم لآخر، دون منحه دورا ثابتا في التشكيلة الأساسية.

هذا النهج أفرز واقعا غير متوازن، إذ يظهر الهلال وكأنه يكتفي بصقل المواهب لصالح أندية أخرى، دون أن يجني ثمار تطويرها بالشكل الكافي، ليبقى خيار البيع النهائي بمثابة نهاية غير مكتملة لمشروع لاعب وُصف طويلًا بأنه ركيزة مستقبل الفريق.

في الموسم الماضي، واجه الهلال أوقاتا صعبة في وسط الميدان، خصوصا خلال غياب أسماء مثل ميلينكوفيتش سافيتش أو روبن نيفيز بفعل الإصابات أو الإيقافات، وافتقر الفريق حينها إلى بديل محلي يمتلك الخصائص الفنية اللازمة للحفاظ على توازن الأداء.

الجوير كان يملك الإمكانات الفنية التي تؤهله للعب هذا الدور، بما لديه من رؤية ميدانية وقدرة على تدوير الكرة والربط بين الخطوط، الأمر الذي يثير علامات استفهام حول غياب الثقة فيه في اللحظات التي كان الفريق بأمسّ الحاجة إليه.

ورغم أن القادسية كان يصنّف في وقت سابق كفريق صاعد يسعى للثبات، إلا أن الدعم الكبير من أرامكو أسهم في تغيير المشهد، فتحوّل إلى منافس شرس على الألقاب، وبلغ نهائي كأس الملك، متفوقًا على الهلال الذي غادر من نصف النهائي.

وبناء على هذا الواقع، يبدو قرار بيع الجوير أشبه بمنح أفضلية مجانية لأحد الخصوم المباشرين، وهو ما لا يتماشى مع سياسات الأندية الكبرى التي عادة ما تحرص على تحصين مواهبها من الانتقال لمنافسيها في الدوري المحلي.

كما أن خيار الاستغناء عن الجوير يعكس خللا في ترتيب الأولويات، إذ كان من الأجدر إعادة النظر في بعض الخيارات الأجنبية في مركزه ذاته، بدلا من التفريط في لاعب محلي صغير السن، يمكن أن يشكل دعامة استراتيجية للمستقبل.

التخلي عن الجوير كان سيتيح للإدارة الاستفادة من مقعد أجنبي لتدعيم مركز آخر أكثر حاجة، مثل قلب الدفاع أو الهجوم الصريح، بينما يواصل الفريق الاعتماد على لاعب وطني أثبت قدرته خلال فترات الإعارة وترك بصمة واضحة مع الشباب.