الصباح العربي

قبل استشهاده في غزة.. وصية أنس الشريف تكشف صموده وتحرك مشاعر العالم (صورة)

الإثنين 11 أغسطس 2025 10:35 صـ 16 صفر 1447 هـ
أنس الشريف
أنس الشريف

دون الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، المراسل الميداني لقناة الجزيرة، رسالة وداعية قبل نحو أربعة أشهر من استشهاده في قصف إسرائيلي استهدف خيمة إعلامية بجوار مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتله إلى جانب زميله محمد قريقع وعدد من أعضاء الطاقم الفني.

وكان قد كتب الشريف وصيته في أبريل الماضي، مستشعرًا الخطر الذي يحيط به في ظل تهديدات مستمرة طالته شخصيًا بسبب تغطيته المكثفة للعدوان الإسرائيلي، لا سيما خلال توثيقه لمجريات الحصار والمعاناة اليومية داخل القطاع.

في الرسالة التي أعاد نشطاء تداولها فور استشهاده، ناشد أنس بتحرير فلسطين، وأوصى بالاعتناء بعائلته الصغيرة، التي تضم زوجته وطفليه ووالدته، خاصة بعد فقدان والده مع بداية التصعيد العسكري، ما عمّق المأساة الشخصية التي عاشها داخل حرب طويلة لم ترحم أحدًا.

وشهدت منصات التواصل تفاعلًا لافتًا مع وصيته، التي كُتبت بلغة مؤثرة وبمفردات حملت عمق المعاناة التي عايشها سكان غزة، حيث وصف فيها نفسه بأنه عاش الألم والفقد، مؤكدًا أنه نقل الحقيقة كما هي، دون تزييف، رغم محاولات إسكات صوته.

أوصى الشريف بفلسطين وأهلها، موجهًا رسالته إلى الأحرار في العالم ألا يخذلوا شعبًا محاصرًا يُقتل أطفاله وتُهدم منازله، مشددًا على أهمية كسر الصمت ومواصلة الكفاح حتى تنال البلاد حريتها الكاملة، ووجّه كلماته الأخيرة إلى أطفاله الصغار الذين لم تتح له الحياة فرصة ليكبر معهم.

عبر أنس عن يقينه بأن مصيره محسوم، وأن طريق الشهادة كان أقرب من أي وقت مضى، فاختار أن يترك كلماته الأخيرة لتكون شهادة على الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، وعلى وفائه لوعده في الدفاع عن الحقيقة حتى الرمق الأخير.

في ختام رسالته، طلب من الجميع الدعاء والمغفرة، مؤكدًا أنه مضى على العهد، دون أن يبدل أو يتراجع، تاركًا خلفه سيرة مشرفة لصوت صحفي لم يتراجع أمام القصف والتهديد، وظل شاهدًا بالكلمة والصورة حتى اللحظة الأخيرة.