بعد وفاته من هو محمود فرشجيان؟ رحيل قامة فنية في عالم المنمنمات الفارسية

في صباح يوم أمس السبت، كشفت الأوساط الفنية في إيران عن وفاة الفنان الكبير محمود فرشجيان، أحد أعمدة فن المنمنمات الفارسية، وقد توفي عن عمر يناهز 95 عامًا، وهذا بعد معاناة طويلة مع المرض في الولايات المتحدة الأمريكية، مما سبب حزنًا عميقًا في الوسط الفني في إيران وخارجها حيث يعتبر رحيله خسارة كبيرة للمشهد الفني الإيراني.
وُلد محمود فرشجيان عام 1930 بمدينة أصفهان، من عائلة ذات علاقة وطيدة بالفن حيث كان والده يعمل في تجارة السجاد الفارسي، وقد ظهرت موهبة فرشجيان الفنية مبكرًا وهذا بعد أن قام والده بأخذه إلى ورشة الفنان ميرزا آقا إمامي، ومن ثم لاحقًا درس الفنون الجميلة في أصفهان تحت إشراف عيسى بهادري، ومن ثم ذهب إلى أوروبا وأكمل دراسته في معهد الفنون الجميلة وتعمق في دراسة أعمال كبار الرسامين من الغرب.
تميزت لوحات فرشجيان بالأسلوب الفني الذي يمزج ما بين الأصالة والتجديد، حيث إنه أضفى على المدرسة التقليدية للمنمنمات الفارسية حيوية وهذا من خلال خطوطه المنحنية وألوانه المتدرجة، واستوحى مواضيعه من الأدب الفارسي الكلاسيكي، والقرآن الكريم، والقصص الدينية الإسلامية، بالإضافة إلى الشعر الكلاسيكي.
عمل فرشجيان في العديد من المناصب البارزة من بينها إدارة قسم الفنون الوطنية وأستاذية بكلية الفنون الجميلة في جامعة طهران، وطوال حياته الفنية، أقام ما يزيد عن 57 معرضًا فرديًا و86 معرضًا جماعيًا في إيران والعالم وتم عرض جميع أعماله في متاحف عالمية.
حصل في مسيرته على العديد من الجوائز الهامة مثل الميدالية الذهبية في مهرجان الفنون الدولي في بلجيكا عام 1958 وجائزة النخلة الذهبية الأوروبية عام 1987 وحصل على جوائز فنية رفيعة وعضويات شرفية في الكثير من الأكاديميات الدولية، وقد قام المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، بوصفه فنانًا يعبر عن الحزن بعمق، وأكد تأثيره القوي بلوحة "مساء عاشوراء" التي قام فرشجيان بإهدائها إياه.
من أشهر أعماله لوحة "مساء عاشوراء" التي تعبر عن الحزن بعد استشهاد الإمام الحسين، بالإضافة إلى أعمال أخرى منها "ضامن الغزال"، و"خلق الإنسان"، و"اليوم الخامس من الخلق"، و"المعراج"، و"غدير خم ورمي الجمرات".