• الرئيسية
• الرياضة

تتجه أنظار متابعي كرة القدم السعودية والعربية مساء اليوم إلى هونغ كونغ، حيث يستضيف ملعب المدينة مواجهة مرتقبة تجمع بين النصر والاتحاد في الدور نصف النهائي من بطولة كأس السوبر السعودي 2025، وسط أجواء تنافسية حماسية تسبق انطلاقة الموسم المحلي وتعيد إلى الواجهة صراعًا تقليديًا بين فريقين يملكان قاعدة جماهيرية واسعة وسجلًا من الإنجازات.

ويخوض النصر هذه المواجهة بطموحات كبيرة لتعويض إخفاقات الموسم الماضي الذي انتهى دون تحقيق أي بطولة، حيث يقود الفريق المدرب البرتغالي جورجي جيسوس في تجربة جديدة يسعى من خلالها إلى ترك بصمة قوية منذ البداية، وتراهن إدارة النادي على استقرار الجهاز الفني الجديد، إلى جانب التعاقدات التي أبرمتها خلال فترة الانتقالات الصيفية، إذ دعمت صفوف الفريق بعدد من الأسماء البارزة، أبرزها البرتغالي جواو فيليكس قادمًا من أتلتيكو مدريد، والمدافع الإسباني إنيغو مارتينيز من برشلونة، بالإضافة إلى الثنائي المحلي عبد الملك جابر ونادر الشراري.

وكان قد اختار النصر البرتغال لإقامة معسكره الإعدادي، وخاض خلاله مجموعة من المباريات الودية المتنوعة، حيث حقق الفوز على سانت يوهان النمساوي وتولوز الفرنسي وريو آفي البرتغالي، في حين تلقى خسارة واحدة أمام ألميريا الإسباني، ورغم تباين النتائج، إلا أن الأداء العام ترك انطباعًا إيجابيًا لدى الطاقم الفني، خصوصًا أن الفريق ظهر بملامح فنية متجانسة تحمل الطابع البرتغالي في غالبية خطوط اللعب، انطلاقًا من المدرب جيسوس، مرورًا بالنجم المخضرم كريستيانو رونالدو، وصولًا إلى فيليكس، ما منح الفريق حضورًا لافتًا داخل وخارج الملعب.

ويستعد رونالدو لموسم جديد يُحتمل أن يكون الأخير له مع النصر، حيث لم ينجح منذ انضمامه إلى الفريق في تحقيق سوى لقب كأس الملك سلمان للأندية العربية عام 2023، رغم أرقامه الفردية المميزة التي أنهى بها الموسم الماضي متصدرًا قائمة هدافي الفريق برصيد 35 هدفًا خلال 41 مباراة، في الوقت الذي ظهر فيه السنغالي ساديو ماني كأفضل صانع ألعاب بـ14 تمريرة حاسمة، واحتل المركز الثاني في ترتيب الهدافين بـ18 هدفًا، ليشكّلا معًا نقطة ارتكاز هجومي لا يمكن تجاهلها في خطة جيسوس.

وأبدى المدرب البرتغالي تفاؤله قبل مواجهة الاتحاد، مؤكدًا في المؤتمر الصحفي أنه يطمح لتحقيق لقب السوبر للمرة الرابعة في مشواره، بعد ثلاث تجارب ناجحة سابقة مع الهلال، مشيرًا إلى أن وجود رونالدو كان عاملًا حاسمًا في قبوله عرض تدريب النصر، ومضيفًا أنه ما زال في مرحلة بناء الفريق بشكل تدريجي، ويثق في ارتفاع نسق الأداء مع مرور الوقت، كما كشف عن اعتماده حاليًا على الثنائي عبد الله الخيبري وعلي الحسن في منطقة الارتكاز بعد اكتمال عدد اللاعبين الأجانب في القائمة.

أما الاتحاد، فيدخل اللقاء متسلحًا بلقبي الدوري وكأس الملك من الموسم الماضي، حيث يسعى للحفاظ على حالة الزخم الإيجابي وتحقيق ثلاثية محلية تاريخية، خصوصًا مع عودته إلى المشاركة في دوري أبطال آسيا بعد غياب، وقد بدأ الفريق تحضيراته من خلال معسكرين تدريبيين في إسبانيا والبرتغال، خاض خلالهما خمس مواجهات ودية خسر أربعًا منها، قبل أن يحقق انتصارًا معنويًا في المباراة الأخيرة أمام أونياو ليريا البرتغالي.

الاتحاد فضّل التريّث في سوق الانتقالات الصيفية، مكتفيًا بصفقات محلية لتعزيز صفوفه، من بينها التعاقد مع محمد برناوي قادمًا من الهلال، ومحمد هزازي من النصر، إلى جانب عودة بعض العناصر بعد انتهاء فترة الإعارة، في خطوة تعكس قناعة الجهاز الفني بالمجموعة الأساسية التي أنهت الموسم الماضي.

المدرب الفرنسي لوران بلان أكد جاهزية فريقه لمواجهة النصر، مشددًا على أن الهدف هو التتويج بالبطولة واستمرار النسق التصاعدي من الموسم الماضي، وأوضح خلال تصريحاته أن الاتحاد يملك شخصية قوية داخل الملعب وقادر على مجاراة أي منافس، وردًا على سؤال حول طريقة إيقاف خطورة كريستيانو رونالدو، أجاب مازحًا بأنه لن يكشف الحل حتى لو كان يمتلكه، مؤكدًا أن النصر لا يعتمد على نجم واحد، بل يضم كوكبة من اللاعبين المميزين في مختلف المراكز، وهو ما يتطلب تركيزًا تكتيكيًا وانضباطًا عاليًا لتحقيق الفوز.

ويمتلك النصر لقبين في بطولة السوبر، توج بهما في عامي 2019 و2020، بينما يحمل الاتحاد لقبًا واحدًا أحرزه في نسخة 2022 بعد فوزه على النصر في نصف النهائي بنتيجة 3-1، قبل أن يتغلب على الفيحاء في المباراة النهائية، وهو اللقاء الذي شهد للمرة الأولى مشاركة أربعة أندية في نظام البطولة الجديد.