الصباح العربي

صفقات الأهلي تثير الجدل.. هل يكرر ”نادي القرن” سيناريو تشيلسي مع فريق المليار جنيه؟

الأحد 24 أغسطس 2025 01:49 مـ 29 صفر 1447 هـ
الأهلي
الأهلي

أثار النشاط الكبير للنادي الأهلي في سوق الانتقالات مؤخرًا حالة من الجدل، بعدما ضخّ النادي استثمارات ضخمة في التعاقدات الصيفية والشتوية لموسم 2024-2025، ما دفع المتابعين للمقارنة بين المشروع القائم في القاهرة وما فعله تشيلسي الإنجليزي في تجربة إنفاقه الفلكي خلال السنوات الأخيرة.

اختار الأهلي التحرك بقوة هذا الموسم، فأبرم 9 صفقات رئيسية، اقتربت كلفتها الإجمالية من حاجز المليار جنيه، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ مشاركاته المحلية، وسط توقعات طموحة من جماهيره، وتساؤلات متزايدة حول مدى جدوى هذا التوجه في بيئة تنافسية أقل من الدوريات الأوروبية.

وفيما يلي تفاصيل تعاقدات الأهلي حتى صيف 2025:

  • ضم محمود حسن تريزيجيه من طرابزون سبور التركي مقابل 1.06 مليون يورو.
  • التعاقد مع أشرف بن شرقي بعد فسخ عقده مع الريان القطري، بقيمة شرط جزائي بلغت 450 ألف دولار.
  • استعارة مصطفى العش من نادي زد مقابل 26 مليون جنيه.
  • شراء نيجك جراديشار من فيهيفار المجري مقابل 1.2 مليون دولار.
  • التعاقد مع أحمد رضا من بتروجيت مقابل 30 مليون جنيه.
  • التوقيع مع محمد علي بن رمضان من فرينكفاروزي المجري.
  • ضم أحمد رمضان "بيكهام" ومحمد شكري من سيراميكا كليوباترا.
  • عودة أليو ديانج بعد فترة إعارة في نادي الخلود السعودي.
  • التوقيع مع أحمد مصطفى "زيزو" ومحمد شريف كلاعبين أحرار بعد انتهاء عقودهما.
  • استقدام محمد أحمد "سيحا" من المقاولون العرب، وياسين مرعي من فاركو.

الحديث عن "فريق المليار" يستحضر تجربة تشيلسي المثيرة للجدل تحت إدارة المالك تود بويلي، حيث أنفق النادي اللندني أكثر من 1.5 مليار جنيه إسترليني منذ عام 2022، لكنه فشل في ترجمة هذا الكم من التعاقدات إلى نتائج حقيقية على أرض الملعب، ليخرج بموسم مخيب وسط مراكز متأخرة في جدول الدوري الممتاز.

وعلى الرغم من أن الفريقين دخلا سوق الانتقالات بثقل واضح، فإن المقارنة تكشف اختلافات جوهرية، فالأهلي لطالما عرف بقدرته على تحقيق توازن بين الصرف الفني والحفاظ على استقرار إداري واضح، بينما واجه تشيلسي انتقادات حادة بسبب غياب التخطيط وانعدام الانسجام في التعاقدات.

التحذير الأبرز الذي تفرضه تجربة تشيلسي يتمثل في ما يُعرف بـ"التضخم الكروي"، وهو ما يحدث عندما تتكدّس العقود والرواتب والمكافآت دون استراتيجية شاملة، ما يؤدي إلى صدامات داخل غرفة الملابس، وتعقيد عملية إدارة الفريق فنيًا وماليًا، وهو خطر يلوّح في الأفق إن لم تُحسن الإدارة توجيه هذه الاستثمارات.

ورغم كل المخاوف، يتمتع الأهلي بعدد من المزايا التي قد تجنّبه السقوط في ذات الفخ، من بينها تماسك نسبي في إدارته، خبرة طويلة في ملف الإعارات والتعاقدات، قاعدة جماهيرية هائلة تفرض ضغطًا داعمًا في آن واحد، وأخيرًا دوري محلي لا يشهد ذات الحدة التنافسية الموجودة في البريميرليغ.

وفي نهاية المطاف، لم تعد الميزانيات وحدها تصنع البطولات في عالم كرة القدم، فكما أثبتت تجربة تشيلسي، المال ليس ضمانًا للنجاح إن لم يُستخدم بعقل، والأهلي الآن أمام فرصة حقيقية لإثبات أن مشروعه الضخم لم يكن مقامرة، بل استثمار مدروس يستهدف العودة بقوة إلى الساحة القارية.