• الرئيسية
• الرياضة

يبدو أن النادي الأهلي على أعتاب مرحلة جديدة من الطموح الكروي، مع ظهور اسم المدرب السويسري أورس فيشر، الملقب بـ«الصائد»، والذي صنع تاريخًا مميزًا مع يونيون برلين، قاد الفريق من خطر الهبوط إلى المنافسة على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، ويترقب عشاق المارد الأحمر ما يمكن أن يضيفه فيشر إذا اكتملت الصفقة رسميًا.

على مدار عامين متواصلين، بحث الأهلي عن مدرب قادر على قيادة مشروع طويل المدى، يعيد الفريق إلى مكانته الطبيعية في القارة الأفريقية، ويبدو أن اختيار أورس فيشر جاء نتيجة قدرة المدرب السويسري على تحويل الفرق المتواضعة إلى منافسين أقوياء، فخبرته في قيادة يونيون برلين من الدرجة الثانية إلى دوري الأبطال، إضافة إلى استغلاله الذكي للموارد المتاحة، تعطي مؤشرات واضحة على إمكانية تطبيق فلسفته على نجوم الأهلي دون صعوبات.

طريقة لعب فيشر تركز على المرونة التكتيكية والقدرة على تعديل الخطط حسب مجريات المباريات، إذ لم يقتصر على الاعتماد على نظام محدد، بل تحول بين 3-5-2 و4-4-2 واستغلال الأطراف والكرات العرضية أمام الفرق الكبرى، مما جعل فريقه أحد أصعب الخصوم في الدوري الألماني، بينما من الناحية الجماعية، اختار لاعبين يتمتعون بالحافز وروح القتال، بعيدًا عن النجوم الباحثين عن محطات مؤقتة، لتأسيس فريق متماسك قادر على المنافسة لأعوام طويلة.

رحلة أورس فيشر مع يونيون برلين بدأت عام 2018، حين تولى قيادة فريق يكافح للبقاء في الظل بالدوري الألماني الثاني، ولم يكتف بالصعود سريعًا، بل رسخ أقدامه بين الكبار، وأدى بالفريق إلى دوري المؤتمرات ثم الدوري الأوروبي، وصولًا للتأهل التاريخي إلى دوري أبطال أوروبا في موسم 2023–2024، لتصبح تجربته إحدى أبرز قصص النجاح في الكرة الألمانية خلال العقد الأخير، وحصل على تكريم شعبي ورمزي مميز في العاصمة برلين.

المسيرة الشخصية لفيشر بدأت كلاعب في سويسرا، حيث خاض أكثر من 500 مباراة مع زيورخ وسانت جالن، ولعب كقلب دفاع ومحور ارتكاز، قبل أن ينتقل للتدريب بعد اعتزاله في 2003، وقاد فرق الشباب في زيورخ ثم الفريق الأول، وحقق مع ثون إنجازًا تاريخيًا بالتأهل لدوري المجموعات الأوروبي، فيما سجل نجاحاته الكبرى مع بازل بالفوز بالثنائية مرتين متتاليتين وخوض تجارب أوروبية متعددة، لكن تجربة يونيون برلين ظلت الأكثر تأثيرًا في مسيرته.

أورس فيشر يتمتع بقدرة استثنائية على التعامل مع اللاعبين والجمهور والإدارة، ويجمع بين الحس الإنساني والانضباط التكتيكي، وهو ما أكده لاعبو يونيون برلين الذين وصفوه بالأب الروحي والموجه الدقيق، مستلهمًا أسلوبه من المدرب السويسري لوسيان فافر، مع الالتزام الكامل بالتفاصيل والتحضير المكثف لكل مباراة، ما جعله مدرب مشروع طويل الأمد وليس مجرد حل مؤقت.

مع نهاية تجربته في برلين عام 2023 بعد سلسلة من النتائج السلبية، ترك فيشر بصمته بوضوح، وحافظ على مكانته كواحد من أبرز المدربين الطامحين لقيادة مشاريع كبرى، وهنا يأتي الأهلي كفرصة مناسبة له لتكرار تجربة برلين، ولكن هذه المرة على الساحة الأفريقية، مع فرصة لبناء منظومة مستمرة تتسم بالنجاح والاستقرار لسنوات متتالية.