• الرئيسية
• فن وثقافة

تستعد المنطقة العربية لاستقبال العام الجديد 2026 بزخم فني غير مسبوق، تتوزع فعالياته بين العواصم الكبرى، مع تركيز خاص على القاهرة التي تتحول إلى مسرح ضخم لسلسلة من حفلات رأس السنة. هذا المشهد الاحتفالي لا يقتصر على ليلة واحدة، بل يمتد ليواكب أحدث المستجدات في أخبار عالم الفن والموسيقى، بدءاً من حفلات الطرب وصولاً إلى تعاونات الراب العالمية والنجاحات المستمرة للنجوم على قوائم بيلبورد عربية.

القاهرة تحتفل برأس السنة: مزيج من الطرب والبوب والموسيقى المعاصرة

تستقبل مصر عام 2026 بسلسلة من الحفلات الموسيقية الضخمة التي تلبي مختلف الأذواق، مقدمةً بذلك ليلة رأس سنة استثنائية تجمع بين الفخامة والنخبة الفنية.

سهرات النيل الفخمة ونجوم الطرب

تنطلق الاحتفالات من قلب القاهرة لتشمل أرقى الفنادق المطلة على النيل، حيث يحيي نجوم الطرب حفلات ليلة 31 ديسمبر.

• نوال الزغبي في فندق سوفيتيل القاهرة (Sofitel Cairo Downtown Nile): تفتتح النجمة اللبنانية نوال الزغبي السهرات بحفل خاص يتميز بأجوائه الأنيقة المطلة على النيل، حيث تقدم مختارات من محطات مسيرتها الغنائية الغنية بالنجاحات.

• صابر الرباعي في فندق إنتركونتيننتال سميراميس (Intercontinental Semiramis Cairo): يقدم النجم التونسي صابر الرباعي حفلاً آخر يمزج بين الطرب الأصيل والفن الاستعراضي، بمشاركة الفنانين دينا ورضا البحراوي ورحمة محسن وهمّام، مما يخلق سهرة متنوعة الألوان الموسيقية.

• نجوم البوب والاستعراض في رويال ماكسيم (Royal Maxim Palace Kempinski): يستضيف الفندق حفلاً ضخماً يحييه محمد فؤاد ورامي عياش ومصطفى حجاج وكارمن سليمان، مع فقرة استعراضية خاصة تقدمها الراقصة أوكسانا، في ليلة تعد بالبهجة والحركة.

الموسيقى المعاصرة والختام الصاخب

تصل الاحتفالات إلى ذروتها بعروض أكثر تنوّعاً وتركيزاً على الموسيقى المعاصرة والإلكترونية:

• محمود العسيلي وفرقة مزيكا باند (Concorde Elsalam): يحيي النجم محمود العسيلي حفلاً رئيسياً، تستمر بعده الأجواء الصاخبة مع أداءات للراقصة كارولينا والراقصة أوكسانا والفنانة رحمة حسن وفرقة مزيكا باند.

• سانت ليفانت والدي جيه العالميين (Cubix): يُختتم الموسم الاحتفالي بعرض موسيقي مختلف تمامًا في النادي الليلي Cubix، يقدمه النجم سانت ليفانت بمشاركة أسماء عالمية مثل الدي جي نوتردام ومحمود أورهان، في ختام يحمل طابع الموسيقى الإلكترونية والبوب المعاصر.

صدى الراب العربي والنجاحات المستمرة

بعيداً عن أجواء رأس السنة، يتواصل زخم موسيقى الراب العربي مع تطورات مثيرة على صعيد التعاونات العالمية وحضور النجوم على قوائم بيلبورد.

إل غراندي طوطو يترقب التعاون مع فرينش مونتانا

تداولت الأوساط الفنية صوراً تجمع الرابر المغربي إل غراندي طوطو بالنجم الأمريكي ذي الأصول المغربية فرينش مونتانا داخل أحد الاستوديوهات، في مؤشر قوي لعمل موسيقي جديد مرتقب. هذا اللقاء يأتي بعد حضور لافت لطوطو في مشهد الراب الأوروبي، وتجسيده لشخصيته الحقيقية مؤخراً في الجزء الثالث من المسلسل الفرنسي الشهير "Validé"، الذي يركز على كواليس صناعة الراب.

يستمر طوطو في ترسيخ مكانته على الساحة العربية، حيث يحتل حاليًا المركز الـ14 على قائمة "بيلبورد عربية 100 فنان"، وله 11 أغنية ضمن قائمة "أعلى 50 أغنية هيب هوب عربي"، منها "بلو لوف"، "دبلوماتيكو"، و"حلمت أدو 4".

نانسي عجرم تسيطر فنياً و"بطل الدلافين" مفاجأة العام الجديد

تواصل النجمة نانسي عجرم هيمنتها على المشهد الفني سواء عبر إصداراتها الجديدة أو حضورها القوي في التصنيفات الموسيقية.

أغنية "بطل الدلافين" الجديدة

كشفت نانسي عجرم عن مفاجأة فنية بتقديمها للأغنية الرئيسية للفيلم العائلي المنتظر "بطل الدلافين"، الذي يبدأ عرضه في 8 يناير القادم. الفيلم، بحبكته الإنسانية المشوقة والموجهة للأطفال، تدور أحداثه حول طفل تربيه الدلافين في أعماق البحر. أغنية نانسي تشكل الخلفية العاطفية للعمل، وتأتي بعد نجاح فيديو كليب أغنيتها "سيدي يا سيدي" بتوقيع المخرجة ليلى كنعان، مؤكدة على الانسجام الفني المتجدد بينهما.

نانسي عجرم على قوائم بيلبورد عربية

تفرض نانسي عجرم سيطرتها على قوائم "بيلبورد عربية"، حيث تحجز أماكن متقدمة لعدة أغنيات في قائمة "بيلبورد هوت 100"، منها: "يا قلبو" في المرتبة 13، و"يا طبطب" في المرتبة 37، و"يا كثر" في المرتبة 78. كما تحتل المرتبة السادسة في قائمة أعلى 100 فنان.

السودان تفقد قامة موسيقية: رحيل الدكتور عبد القادر سالم

فقدت السودان أحد أبرز أعمدة الأغنية الحديثة، الدكتور عبد القادر سالم، الذي توفي في الخرطوم عن عمر يناهز 77 عامًا، تاركًا خلفه إرثاً موسيقياً ثرياً امتد لأكثر من أربعة عقود.

مسيرة فنية وأكاديمية وإدارية

ولد سالم في جنوب كردفان عام 1946، حيث تكون مخزونه الإيقاعي والشعري. التحق بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح عام 1970، وحصل لاحقاً على درجتي الماجستير والدكتوراه، كما أصدر كتاباً مرجعياً حول تراث غرب ووسط السودان. كان أول فنان سوداني تنتج له شركة بريطانية أسطوانة موسيقية خاصة. إلى جانب مسيرته الفنية، شغل منصب نقيب الفنانين السودانيين، واستمر في دعم المشهد الموسيقي دون مغادرة البلاد طوال فترة الحرب.

وقد نعت الدولة الراحل رسمياً، مشيدةً بدوره كصوت شغوف بالتراث، خاصةً التراث الكردفاني الأصيل، ومثابرته في البحث الأكاديمي المرتبط بالموسيقى. برحيل عبد القادر سالم، خسرت السودان رمزاً ثقافياً سيبقى إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة.

الكلمات الأخيرة

تستمر المنطقة العربية في إثبات حيويتها الفنية وتنوعها الثقافي، من الاحتفالات الصاخبة في القاهرة التي تجمع كل الألوان الفنية، إلى النجاحات المتواصلة لنجوم البوب والراب على قوائم التصنيف العالمية. وفي الوقت الذي يترقب فيه الجمهور التعاونات الجديدة بين إل غراندي طوطو وفرينش مونتانا، وتترسخ فيه سيطرة نانسي عجرم على القوائم وإصداراتها السينمائية، تودع الساحة قامات فنية خالدة مثل الدكتور عبد القادر سالم، الذي يظل إرثه شاهداً على عمق الهوية الموسيقية العربية.