الصباح العربي

انضمام صحراء النفود إلى نخبة المواقع العالمية: السعودية تحصل على اعتماد دولي لـ ”السماء المظلمة” وخالية من التلوث الضوئي

الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 03:38 مـ 25 جمادى آخر 1447 هـ
اعتماد صحراء النفود السماء المظلمة
اعتماد صحراء النفود السماء المظلمة

حققت صحراء النفود الكبير إنجازاً بارزاً بحصولها على شهادة رسمية من الجمعية الدولية للسماء المظلمة (DarkSky International)، لتصبح واحدة من المواقع المحمية عالمياً من التلوث الضوئي، وتنضم إلى قائمة تضم أكثر من مئتين وخمسين موقعاً حول العالم.

أعلنت هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية هذا الخبر، مشيرة إلى أن الاعتماد يعكس حرص المملكة على صون البيئة الطبيعية وتطبيق أعلى المعايير في الحفاظ على السماء الليلية، في حين أكد المهندس محمد الشعلان، الرئيس التنفيذي للهيئة، أن هذا التتويج يبرز التزام المملكة بحماية المواقع الطبيعية وتقليل الإضاءة الزائدة التي تؤثر على الظلام الطبيعي.

تمتد صحراء النفود الكبير شرق طريق حائل - الجوف داخل حدود المحمية، وتبلغ مساحتها نحو ثلاثة عشر ألفاً وأربعمائة وستة عشر كيلومتراً مربعاً، مما يجعلها أكبر موقع معتمد من نوعه في المنطقة ومن أنقى السماء في البلاد.

استحقت الصحراء هذا الاعتماد بعد إجراء بحوث علمية دقيقة شملت قياسات ميدانية ورصداً فلكياً متقدماً، إلى جانب تطبيق إجراءات هندسية للتحكم في مصادر الضوء داخل المنطقة، حيث رأى الشعلان أن الخطوة تعزز مكانة المحمية عالمياً، وتدعم نمو السياحة الفلكية والأنشطة العلمية، بما يتوافق مع أهداف رؤية 2030 في تنويع الخيارات السياحية وتحسين جودة الحياة.

بينما يوفر الموقع الآن فرصاً مميزة للزوار والباحثين لرؤية النجوم والكواكب والمجرات بوضوح نادر، في بيئة خالية تقريباً من الإضاءة الاصطناعية، وقد ساهمت الهيئة في تطوير تجارب سياحية خاصة، مثل مخيم "ذا ليف" القريب من المنطقة المعتمدة، حيث يمكن للضيوف قضاء ليالٍ كاملة مع مشاهدة السماء في هدوء الصحراء.

وفي السياق ذاته، يُظهر هذا الإنجاز تأثيراً إيجابياً على البيئة والاقتصاد المحلي، كما تشير التجارب العالمية إلى زيادة الإقبال السياحي في مثل هذه المواقع، حيث يعكس الاعتماد دور المحمية كوجهة بيئية وعلمية متقدمة، ويبرز جهود الهيئة في حماية الطبيعة والمشاركة في المبادرات العالمية ضد التلوث الضوئي.

مع العلم أنه تم تأسيس الجمعية الدولية للسماء المظلمة عام 1988 في أمريكا، وهي الجهة المرجعية لتصنيف هذه المواقع، وتحمي اليوم أكثر من مئة وستين ألف كيلومتر مربع في اثنتين وعشرين دولة عبر ست قارات.