من بعد محمد صلاح.. من الأحق بحمل لقب فخر العرب في كرة القدم؟
على مدار سنوات طويلة، ظل لقب "فخر العرب" مرتبط باسم النجم المصري "محمد صلاح" الذي فرض نفسه كأحد أبرز لاعبي العالم، ونجح في كتابة تاريخ استثنائي مع ليفربول، بعدما حطم أرقام قياسية عديدة وجعل اسمه حاضر بقوة في كبرى المحافل الكروية، ليحظى باحترام عالمي قلما ناله لاعب عربي من قبل.
لكن كرة القدم لا تعترف بالثبات، ومع مرور الوقت وتقدم العمر، إلى جانب الأزمات الإدارية والفنية التي يمر بها ليفربول في الفترة الأخيرة، بدأ التساؤل يظهر تدريجيًا داخل الوسط الرياضي حول هوية اللاعب القادر على خلافة صلاح وحمل الراية العربية في الملاعب الأوروبية والعالمية، بعد أن كان هذا السؤال غير مطروح في السابق.
واليوم تبرز الساحة الكروية العربية بعدد من النجوم الذين يمتلكون مقومات حقيقية للمنافسة على اللقب، في ظل ما يقدمونه من مستويات لافتة مع أنديتهم ومنتخباتهم، حيث بات الصراع مفتوح بين أكثر من اسم يملك حجة قوية لفرض نفسه كواجهة جديدة للكرة العربية.
ويبرز "أشرف حكيمي" كأحد أبرز المرشحين، في ظل حفاظه على مستوى ثابت مع باريس سان جيرمان، حيث لم يعد مجرد ظهير يعتمد على السرعة، بل تحول إلى عنصر متكامل يجمع بين القوة الدفاعية والحضور الهجومي وصناعة اللعب، فضلًا عن شخصيته القيادية داخل الملعب، وهو ما يجعله الأقرب لوراثة اللقب في حال تراجع دور صلاح خلال الفترة المقبلة.
في المقابل، لا يزال "عمر مرموش" حاضر في المشهد رغم تراجع بريقه مؤخرًا، بعدما لفت الأنظار بقوة خلال تجربته في الدوري الألماني، قبل أن يواجه تحديات صعبة عقب انتقاله إلى مانشستر سيتي وسط زحام النجوم وضيق الفرص، إلا أن موهبته لا تزال محل ثقة، ويبقى بحاجة لقرار فني يمنحه مساحة أكبر للعب من أجل استعادة مستواه الحقيقي والعودة للمنافسة بقوة.
كما يفرض "إبراهيم دياز" نفسه كاسم لا يمكن تجاهله، خاصة مع تألقه بقميص ريال مدريد، حيث يتمتع اللاعب بقدرة واضحة على صناعة الفارق في اللحظات الحاسمة، حتى عندما يشارك لدقائق محدودة، إلى جانب مهارته العالية وذكائه داخل الملعب، ما يمنحه حضور عالمي يعزز من فرصه ليكون أحد رموز الكرة العربية في المرحلة المقبلة.
وعلى الصعيدين العربي والآسيوي، يواصل "سالم الدوسري" تأكيد مكانته كأحد أبرز نجوم المنطقة، بعدما أصبح عنصر حاسم مع الهلال السعودي ومنتخب بلاده، مستفيد من التطور الكبير الذي يشهده الدوري السعودي، ليقدم مستويات جعلته منافس لنجوم عالميين، وواجهة مشرفة للكرة العربية في البطولات الكبرى.
أما إلياس بن صغير، فيعد من أبرز الرهانات المستقبلية، حيث يمتلك موهبة فنية استثنائية ظهرت بوضوح خلال فترته مع موناكو، ورغم أن تجربته الحالية لا تعكس كامل إمكانياته، إلا أن قدراته تشير إلى لاعب قادر على خطف الأضواء حال وجد البيئة المناسبة، ليكون أحد الأسماء التي قد تفرض نفسها بقوة في سباق اللقب خلال السنوات المقبلة.
في ظل هذا الزخم من المواهب، يبدو أن لقب "فخر العرب" لم يعد حكر على اسم واحد، بل بات مفتوح على صراع مشروع بين نجوم يمتلكون الطموح والقدرة على كتابة فصل جديد في تاريخ الكرة العربية.

