ورطة أرني سلوت.. كيف ينجو ليفربول من فخ إصابة إيزاك؟
يواجه المدرب أرني سلوت صعوبة كبيرة في أول مواسمه مع ليفربول، خاصة بعد أن أصبح غياب المهاجم ألكسندر إيزاك مؤكداً لفترة طويلة بسبب إصابة، وهذا يأتي في وقت يغيب فيه محمد صلاح أيضاً للمشاركة مع منتخب بلاده، مع جدول مباريات مزدحم لا يتحمل أخطاء كثيرة.
أثرت إصابة إيزاك بشكل مباشر على خطط سلوت، إذ كان اللاعب السويدي يبدأ في تقديم أداء قوي يبرر القيمة الكبيرة التي دفعها النادي لضمه من نيوكاسل، وأعرب المدرب عن أسفه لهذا التوقيت السيء، مشيراً إلى أن إيزاك كان يعود تدريجياً إلى مستواه السابق الذي لمع فيه الموسم الفائت.
من المتوقع أن يبتعد إيزاك عن الملاعب لمدة شهرين على الأقل في أفضل الحالات، مما يعني غيابه حتى بداية الربيع تقريباً.
وهذا يجبر الطاقم الفني على تغيير طريقة اللعب الهجومية بالكامل، وناقشت وسائل إعلام بريطانية كيف سيتمكن سلوت من التكيف مع فقدان هذا اللاعب الذي كان يضيف الكثير للفريق.
مع العلم أن لفربول لا يميل إلى البحث عن مهاجم جديد في سوق الانتقالات الشتوية، نظراً للنهج المالي الحذر الذي يتبعه النادي، والذي يتجنب الصفقات الباهظة المؤقتة، لذا، يعتمد سلوت بشكل أساسي على اللاعبين المتاحين داخل الفريق لسد الفراغ.
يظهر هوغو إيكتيكي كبديل رئيسي في مركز المهاجم، خاصة أنه سجل عدة أهداف هذا الموسم في الدوري، وأثنى عليه سلوت لتأقلمه السريع مع المنافسة الإنجليزية.
ومع ذلك، يختلف إيكتيكي عن إيزاك في التحرك بدون كرة والقوة في الاختراقات، بالإضافة إلى اللمسة النهائية التي كان يقدمها السويدي بسلاسة.
وهنا رفض سلوت فكرة إعادة هارفي إيليوت من إعارته، مؤكداً أن اللاعب ملتزم بموسم كامل مع ناديه الحالي، وأن القرار يعود للطرف الآخر، مما يمنع أي تدخل سريع في هذا الشأن.

ولذلك اضطر سلوت إلى تعديل التشكيلة الأساسية بسبب غياب إيزاك وصلاح معاً، وقد بدأ في تطبيق تغييرات أدت إلى نتائج إيجابية في مباريات متتالية دون خسارة، مع التركيز أكثر على الاستحواذ والثبات الدفاعي بدلاً من الهجمات السريعة.
وفي السياق ذاته، اعتمد المدرب على ترتيب يشبه الماسة في وسط الملعب، مما يقلل من أهمية الأطراف التقليدية، بينما في بعض اللقاءات، لعب إيزاك وإيكتيكي معاً في الأمام، مدعومين بلاعبين متعددي المهام مثل كيرتس جونز ودومينيك سوبوسلاي وريان غرافينبيرخ وأليكسيس ماك أليستر.
وفي مباريات أخرى، اكتفى بإيكتيكي وحده كرأس حربة، مع دعم كبير من وسط الملعب يشمل فلوريان فيرتز، لضمان تفوق عددي في المناطق الوسطى.
كذلك يساعد هذا الترتيب في بناء الهجمات من الدفاع، حيث ينزل أحد لاعبي الوسط بجانب المدافعين مثل فان دايك وكوناتي، مما يتيح للأظهرة التقدم بحرية، كما يتحرك سوبوسلاي وفيرتز نحو المركز، بينما يقدم الظهيران العرض اللازم.
يحمي هذا النمط الفريق من الهجمات المرتدة التي كانت مشكلة سابقاً، ويعزز الضغط بعد فقدان الكرة، مقارنة بالاعتماد على أجنحة هجومية بحتة، ومع ذلك، يواجه الفريق أحياناً صعوبة في صناعة فرص واضحة، بسبب نقص اللاعبين القادرين على المراوغة الفردية على الأجنحة.
لذلك، أجرى سلوت تعديلاً بإعادة فيرتز إلى الطرف الأيسر في إحدى المباريات، حيث أبدع في الربط مع الظهير، كما أظهر جيريمي فريمبونغ إمكانيات كبيرة عند مشاركته بفضل سرعته وعرضياته.
وسيتحمل لاعبون مثل ماك أليستر أو فيرتز مسؤولية التحرك بين الخطوط وفتح المساحات بدلاً من إيزاك، لكنهم يفتقرون إلى القوة البدنية والإنهاء الدقيق الذي كان يتميز به، وقد يلجأ سلوت إلى تجربة فيديريكو كييزا إلى جانب إيكتيكي لإضافة خيارات هجومية أكثر.
وفي النهاية، يفضل سلوت الاستمرار في الطريقة الحالية التي تركز على السيطرة والحذر، حتى لو قللت من عدد الأهداف، رااهناً على التعويض الجماعي لفقدان إيزاك، آملاً في تجاوز هذه الفترة الصعبة بنجاح.

